ذكر شاهد عيان “للمنشر” إن للفنانة اللبنانية فيروز بعد سماع خبر وفاة ابنها زياد رحبانى
قامت بفعل شئ مثير وهو :
فيروز أول ما عرفت خبر وفاة ابنها زياد الرحباني، اتقال إن حالتها كانت صعبة جدًا، وانهارت من الصدمة.
زياد مش بس ابنها، لأ، ده شريكها الفني ورفيق مشوار طويل مليان نجاحات وجرأة وتغيّرات.
زياد كان فنان عبقري، مسرحياته وألحانه كانت دايمًا سابقة زمنها، وحقق شهرة ضخمة خصوصًا في لبنان، سواء من المسرح أو من الأغاني اللي لحّنها. ومن أهم إنجازاته، هو إنه قدر يطوّر صورة فيروز من رمز للحنين والرومانسية، لصوت بيعبر عن التجدد والحياة الحقيقة، بكل اللي فيها من وجع وأمل وتعب وفرح.
زياد لما بدأ يشتغل مع فيروز، حصلت نقلة كبيرة في حياتها الفنية. غير صورتها تمامًا، دخلها لعالم الجاز والموسيقى الغربية، خلاها تغني حاجات ماكنّاش نتوقع أبدًا إنها تغنيها.
يعني تخيل فيروز اللي دايمًا كنا نسمعها بتغني عن الجبل والحب النقي، فجأة نسمعها بتغني “كيفك إنت؟ ملا إنت!”، أو “سألونى الناس”، أو حتى تسخر من المجتمع زي ما حصل في “صبحي الجيز”.
بس الحلو في زياد، إنه رغم كل التغيير ده، عمره ما قلل من قيمة فيروز، ولا شوه صورتها، هو بس خلّاها أجرأ و أجدد، وحقيقية أكتر.
اللي عمله زياد؟ ثورة فنية بكل معنى الكلمة
على الرغم ان فيه ناس بتقول إن زياد مات فنيًا من وقت ما حلمه في لبنان ضاع، لأنه كان بيحب الفكر الشيوعي و الاشتراكى . بس حتى لو بطّل مسرح، هو فضِل موسيقار كبير، بيعمل ألبومات بصوت فيروز ماحدش يقدر ينساها.
زياد لحّن لها أغانى زي:
“كيفك إنت”
“مش كاين هيك تكون”
“ولا كيف”
“إيه في أمل”
ودول نقلوا فيروز من رومانسية الجبل لعشوائية المدينة. قدر يطلع منها مشاعر الحب والخذلان والغضب بطريقة جديدة جدًا.
اللي بيحب فيروز، هيلاحظ قد إيه صوتها قدر يمشي مع كل تغيير، وقد إيه زياد كان محتاج صوتها عشان أفكاره تعيش وتتوصل للناس. صوتها مش عادي، يقدر يشيل أي نوع موسيقى، حتى الجاز، والمقامات الغربية، ويخليها تبقى لها إحساس خالص.
وزياد، رغم إنه كان ساخر وعنيف في طريقته، بس كان مثقف وعارف هو بيعمل إيه. عمره ما كان بيهتم بالفلوس، كان كل همّه الفن. وكان بيحلم يسافر ويكمّل شغله في أوروبا، بس الظروف ما ساعدتوش.
وعلى الرغم ان في جمهور ما استراحش للتغيير، وشاف إن زياد “شوّه” صورة فيروز القديمة، بس في الحقيقة، هو أنقذها من الجمود، وخلاها تبقى فنانة لكل العصور.
الصورة اللي جمعتهم في قداس ذكرى عاصي من ٣ سنين، فضلت محفورة في قلوب الناس. لأنها كانت بتقول: في حب، في عيلة، وفي فن حي.
فيروز فضلت رمز، بس زياد خلى الرمز ده يتحرك ويعيش ويتنفس في واقع متغير. ومع رحيل زياد، فيروز فقدت ابنها، وشريك رحلتها المختلفة.










