في تطور مثير للجدل وصف بـ”المفصلي” في تاريخ الأزمة السورية، كشف طارق المغوش، أحد قيادات “غرفة العمليات العسكرية” في محافظة السويداء، يوم الأحد 4 أغسطس 2025، عن وجود تنسيق مباشر مع الطرفين الأمريكي والإسرائيلي من أجل الحصول على حماية دولية وتشكيل لجنة للتحقيق في الأحداث الدامية التي شهدتها المحافظة ذات الأغلبية الدرزية خلال الشهر الماضي، والتي أودت بحياة أكثر من 1,120 شخصاً.
الكشف الصادم: تنسيق مباشر مع واشنطن وتل أبيب
تصريحات قيادي غرفة العمليات
أكد طارق المغوش، الذي قدم نفسه كمحسوب على مكتب الرئيس الروحي للطائفة الدرزية الشيخ حكمت الهجري، في تصريحات صحفية مثيرة للجدل أن “هناك تنسيقاً مع الطرفين الأمريكي والإسرائيلي من أجل حماية دولية”.
وأضاف المغوش بنبرة واثقة: “لدينا علاقة طيبة مع إسرائيل، ونعتبرها لاعباً مهماً في المنطقة، وكان لها دور فعال في رد الهجمات عن السويداء، ونحن نطلب حمايتها”.
رفض اللجنة السورية والمطالبة بتحقيق دولي
في موقف يعكس حالة الانقسام العميق، أعلن المغوش رفض “غرفة العمليات” القاطع لاستقبال لجنة التحقيق التي شكلتها السلطات السورية للتحقيق في أحداث السويداء، واصفاً إياها بـ“غير الشرعية”.
وقال: “اللجنة مرفوضة، ليس فقط من الفصائل، بل هناك حالة رفض شعبي لها. لن نسمح لها بالقيام بعملها، وسنبلغها بكل أدب أنها ممنوعة من العمل في السويداء وعليها العودة إلى حيث أتت”.
التطورات الدبلوماسية: باريس منصة للحوار السري
اللقاء السوري-الإسرائيلي التاريخي
في سابقة دبلوماسية نادرة، التقى وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر في العاصمة الفرنسية باريس يوم 25 يوليو 2025، برعاية المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توم باراك.
تفاصيل الاجتماع الاستثنائي:
المدة: 4 ساعات متواصلة
الهدف: بحث ملفات أمنية حساسة في جنوب سوريا
النتيجة: تفاهمات أمنية أولية لضمان وقف إطلاق النار
الوساطة الأمريكية والدور الفرنسي
أكد المبعوث الأمريكي توم باراك عبر منصة “إكس” أن اللقاء “حقق تقدماً ملموساً، وأن جميع الأطراف أكدت التزامها بمواصلة هذه الجهود”. كما أجرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اتصالاً هاتفياً مع الرئيس السوري أحمد الشرع، أكد خلاله على ضرورة حماية المدنيين.
الموقف الأمريكي: بين الدعم والضغط
تصريحات متضاربة من واشنطن
شهدت المواقف الأمريكية تبايناً ملحوظاً خلال الأيام الأخيرة، حيث طالب وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو السلطات السورية بـ“منع المتطرفين وعناصر تنظيم الدولة من دخول محافظة السويداء”.
من جهته، دعا المبعوث الأمريكي جميع الأطراف إلى “إلقاء السلاح فوراً، ووقف دوامة الانتقام، والشروع في حوار وطني شامل”، مؤكداً أن “الولايات المتحدة تدعم سوريا موحدة بدستور جديد يضمن برلماناً يمثل جميع السوريين”.
الضمانات الدولية
بحسب المصادر الدبلوماسية، دخلت الولايات المتحدة والسعودية وتركيا والأردن كضامنين للاتفاق الهش لوقف إطلاق النار في السويداء.
التدخل الإسرائيلي: حماية الدروز أم توسيع النفوذ؟
الدوافع الإسرائيلية المعلنة
تتمحور الدوافع الإسرائيلية المعلنة حول “الالتزام الأخلاقي” تجاه الطائفة الدرزية، حيث تعهدت إسرائيل بحماية الدروز في سوريا وشنت ضربات ضد القوات السورية المتقدمة نحو السويداء.
الإجراءات الإسرائيلية:
قصف مواقع للجيش السوري في محافظة السويداء
استهداف مقر وزارة الدفاع في دمشق
إرسال مساعدات إنسانية وطبية للدروز
استقبال الجرحى الدروز في المستشفيات الإسرائيلية
المخاوف من التوصيم بالعمالة
وفقاً لدراسة معهد الأمن القومي الإسرائيلي، هناك مخاوف من أن “تُوصم الطائفة الدرزية بالعمالة لإسرائيل، مما يضعف موقفها الداخلي”. كما يحذر خبراء من أن السماح بعبور المدنيين الإسرائيليين إلى سوريا قد يورط الجيش الإسرائيلي في صراع مباشر.
تشكيل قوة عسكرية بالتنسيق الأمريكي
كشفت مصادر إعلامية عن بدء تأسيس تشكيل عسكري موحد في السويداء، بالتنسيق مع قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، بهدف حماية المنطقة وفرض وقف إطلاق النار.
دور غرفة العمليات
تشكلت “غرفة العمليات” في محافظة السويداء من مجموعة من الفصائل المحلية في ديسمبر 2024، وقادت المعركة ضد نظام بشار الأسد المخلوع، وحررت المحافظة منه خلال ما أطلق عليه “معركة الحسم”.










