كشفت صحيفة “إسرائيل هيوم” يوم الأربعاء 6 أغسطس 2025 عن قيام إسرائيل بعرض خرائط ووثائق تفصيلية على رئيس مجلس النواب الأمريكي مايك جونسون تتعلق بخطط ضم الضفة الغربية المحتلة.
جاء هذا العرض خلال لقاء تاريخي في مستوطنة شيلو شمال شرق رام الله يوم الإثنين 5 أغسطس، حيث استقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الوفد الأمريكي في قلب المناطق المحتلة، في خطوة تحمل دلالات سياسية عميقة.
أهمية اللقاء والسياق السياسي
المرة الأولى للإفصاح الأمريكي
تُعد هذه المرة الأولى التي يبلغ فيها نتنياهو مسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى بعزم إسرائيل اتخاذ “قرار عسكري لا مفر منه في غزة”، بينما يعرض في الوقت نفسه خطط السيطرة الكاملة على الضفة الغربية.
مكانة جونسون في النظام الأمريكي
يُعتبر مايك جونسون ثالث أهم شخصية في الحكومة الأمريكية وفقاً للدستور بعد الرئيس ونائبه، وهو أرفع مسؤول أمريكي يزور الضفة الغربية المحتلة بصفته الرسمية على الإطلاق.
تفاصيل الخطط المعروضة
طبيعة الوثائق
قدمت السلطات الإسرائيلية خرائط ووثائق توضح رؤيتها لفرض السيادة الإسرائيلية الكاملة على الضفة الغربية، لكن الصحيفة لم تكشف عن تفاصيل هذه الوثائق أو محتوياتها الدقيقة.
الهدف الاستراتيجي
تهدف هذه الخطط إلى إنهاء إمكانية تطبيق حل الدولتين نهائياً، الذي تدعمه الأمم المتحدة ويشكل الأساس لأي تسوية سياسية مستقبلية في المنطقة.
تصريحات جونسون المثيرة للجدل
الموقف الأمريكي الجديد
أدلى جونسون بتصريحات خطيرة خلال زيارته لمستوطنة آريئيل قال فيها: “إن الولايات المتحدة تعترف بالحق التاريخي لإسرائيل في السيادة على الضفة الغربية لنهر الأردن”.
الأساس الديني للموقف
برر جونسون موقفه بالقول: “تعلمنا الكتب المقدسة أن جبال يهودا والسامرة (الضفة الغربية) وُعد بها الشعب اليهودي، وهي ملك لهم بحق”، مضيفاً: “هذه الأرض لها أهمية كبيرة لإيماننا ولنا نحن. نحن نقف معكم تماماً”.
زيارة تاريخية للمستوطنات
قام جونسون بـزيارة تاريخية إلى مستوطنة آريئيل، وهي الأولى من نوعها لمسؤول أمريكي بهذا المستوى، حيث شارك في فعالية غرس الأشجار برفقة 15 عضواً من الكونغرس الأمريكي.
ردود الفعل الفلسطينية الغاضبة
موقف الرئاسة الفلسطينية
أكدت الرئاسة الفلسطينية رفضها القاطع لتصريحات جونسون، حيث قال الناطق نبيل أبو ردينة: “هذه التصريحات تخالف جميع قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي، خاصة قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2334”.
اعتبار التصريحات استفزازاً
وصف أبو ردينة التصريحات بأنها “تحدٍ واستفزاز لدول العالم” التي اجتمعت في نيويورك للحفاظ على حل الدولتين، معتبراً إياها تناقضاً مع اتفاق أوسلو الموقع في واشنطن.
موقف وزارة الخارجية
نددت وزارة الخارجية الفلسطينية بالزيارة ووصفتها بأنها “انتهاك صارخ للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية”، مؤكدة أن الاستيطان باطل وغير شرعي ويقوض فرصة تحقيق السلام.
رد الفعل الأمريكي الرسمي
موقف وزارة الخارجية الأمريكية
قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأمريكية تامي بروس: “ما قاله جونسون يمثل رأيه الشخصي”، لكن ردها اتسم بعدم الوضوح والالتباس عندما رفضت التحدث عن “رأي الحكومة الأمريكية” في الأمر.
التباس في الموقف الرسمي
يكشف الرد الأمريكي المتردد عن انقسام محتمل داخل الإدارة حول هذه القضية الحساسة، خاصة مع كون جونسون يمثل موقعاً دستورياً رفيعاً في النظام الأمريكي.
السياق التاريخي والقانوني
قرار مجلس الأمن 2334
يُعتبر قرار مجلس الأمن 2334 الصادر عام 2016 أحد أهم القرارات التي تؤكد عدم شرعية الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والذي وافقت عليه جميع دول العالم بما فيها الولايات المتحدة.
اتفاقية أوسلو
تناقض التصريحات الأمريكية مع اتفاقية أوسلو الموقعة في واشنطن عام 1993، والتي تنص على أن العملية السياسية تقوم على أساس الشرعية الدولية وقيام دولة فلسطينية على حدود 1967.
التطورات المتزامنة في غزة
خطة الاحتلال الشامل
تأتي هذه التطورات متزامنة مع تسريبات إسرائيلية عن نية نتنياهو إعادة احتلال قطاع غزة، والذي سبق أن احتلته إسرائيل لمدة 38 عاماً (1967-2005).
القرار العسكري في غزة
أبلغ نتنياهو الوفد الأمريكي للمرة الأولى بأن إسرائيل ستتخذ “قراراً عسكرياً لا مفر منه في غزة”، في إشارة واضحة لخطط الاحتلال الكامل.
التداعيات الإقليمية والدولية
نهاية حل الدولتين
يرى المراقبون أن أي خطوة لضم الضفة الغربية ستنهي عملياً إمكانية تطبيق حل الدولتين، مما يعني انهيار الأساس الذي قامت عليه جميع محاولات التسوية السياسية منذ عقود.
التأثير على الاستقرار الإقليمي
تحذر التقديرات من أن تنفيذ هذه الخطط قد يؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة بأسرها، خاصة مع تزايد التوتر مع الدول العربية المجاورة.
الموقف الدولي
من المتوقع أن تواجه هذه الخطط معارضة دولية واسعة، خاصة من الاتحاد الأوروبي والدول التي تدعم حل الدولتين.
خلفية قانونية إضافية
قرار الكنيست الإسرائيلي
سبق أن أقر الكنيست الإسرائيلي في يوليو الماضي قراراً بفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية ومنطقة الأغوار، مما يؤكد جدية النوايا الإسرائيلية.
المؤشرات العملية
تصاعدت عمليات الهدم والاستيطان في الضفة الغربية بشكل متزايد، حيث هدم الجيش الإسرائيلي 588 منشأة في النصف الأول من عام 2025، مما تسبب في تضرر 843 فلسطينياً منهم 411 طفلاً.










