جوبا (الأناضول) – نفت نائبة وزيرة الخارجية الإسرائيلية، شارين هاسكل، اليوم الخميس، التقارير التي تحدثت عن وجود محادثات بين إسرائيل وجنوب السودان بشأن قبول فلسطينيين من غزة وتوطينهم في جنوب السودان. هذه التقارير أثارت موجة من الغضب على وسائل التواصل الاجتماعي في جنوب السودان، مما أدى إلى إصدار ردود فعل قوية من الحكومة والمجتمع المدني في البلاد.
نفي رسمي من الوزيرة الإسرائيلية
أثناء زيارتها الحالية للعاصمة جوبا، أكدت هاسكل للصحفيين أن هذه التقارير غير صحيحة، وأن هذا الموضوع لم يكن مطروحا على جدول أعمال زيارتها. وقالت: “هذا لم يكن مطروحا على جدول أعمال زيارتنا، ولم تجر أي محادثات حوله بين وزارتنا ومسؤولين في حكومة جنوب السودان”.
كما أشارت هاسكل إلى أنه رغم وجود جهود أوسع للبحث عن دول قد تقبل فلسطينيين يرغبون في مغادرة غزة، إلا أن “جنوب السودان ليس جزءا من هذه المناقشات”. وتأتي هذه التصريحات في محاولة لتوضيح الموقف الإسرائيلي بعد الجدل الواسع الذي أثارته التقارير الإعلامية.
ردود فعل غاضبة في جنوب السودان
لقد أثار تسريب هذه التقارير ردود فعل غاضبة من قبل الكثيرين على وسائل التواصل الاجتماعي في جنوب السودان، حيث عبر العديد من النشطاء عن رفضهم القاطع لهذه الفكرة. واعتبروا أن اتخاذ مثل هذا القرار دون التشاور مع الرأي العام أو مع المواطنين الفلسطينيين في البلاد أمر غير مقبول.
بيان وزارة خارجية جنوب السودان
من جانبها، أصدرت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في جنوب السودان بيانا رسميا نفت فيه بشكل قاطع تلك التقارير، مؤكدة أن “هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة ولا تعبر عن الموقف الرسمي أو سياسة الحكومة”. كما شددت الوزارة على أن حكومة جنوب السودان لم تجر أي محادثات حول هذه القضية وأنها ترفض أي محاولات لتغيير سياستها بشأن قضية فلسطين.
الاحتجاجات الشعبية والقلق الحكومي
حذر العديد من الجماعات الحقوقية والمجتمعية في جنوب السودان من أي خطط لتوطين الفلسطينيين في أراضي البلاد، معتبرين أن هذا يمكن أن يفاقم التوترات السياسية والاجتماعية في جنوب السودان التي تمر بمرحلة انتقالية حساسة بعد سنوات من الصراع الداخلي.
العلاقات الإسرائيلية مع دول المنطقة
على الرغم من نفيها، تأتي هذه التقارير في وقت تشهد فيه المنطقة تحولات سياسية كبيرة، بما في ذلك محاولة بعض الدول العربية والإفريقية تحسين العلاقات مع إسرائيل في إطار ما يعرف باتفاقيات “أبراهام”، وهو ما أثار تساؤلات حول مصير الفلسطينيين في ظل هذه التحولات.
وفي ظل هذا الجدل، تواصل وزيرة الخارجية الإسرائيلية توضيح الموقف الرسمي لإسرائيل، مؤكدة أن الحكومة الإسرائيلية تسعى إلى ضمان حل لقضية الفلسطينيين من خلال إجراءات دبلوماسية وشراكات مع الدول ذات الصلة، لكن دون تأكيد أو نية للتعامل مع قضية التوطين في أي من الدول الإفريقية.
مستقبل القضية الفلسطينية
يبقى موضوع التوطين الفلسطيني قضية شائكة في السياسة الإسرائيلية والدولية، حيث يسعى الفلسطينيون إلى الحصول على حقهم في العودة إلى أراضيهم أو إيجاد حل دائم لمشكلاتهم ضمن نطاق الحلول السياسية والقرارات الدولية.










