شهدت محافظة السويداء في جنوب سوريا اليوم السبت 16 أغسطس 2025 مظاهرة حاشدة في ساحة الكرامة وسط المدينة تحت شعار “حق تقرير المصير”، في خطوة تُعتبر الأكثر جذرية منذ بداية الحراك في المحافظة ذات الأغلبية الدرزية.
أحداث المظاهرة وشعاراتها
المشاركة والحضور الجماهيري
تظاهر المئات من أبناء السويداء في ساحة الكرامة تحت عنوان “حق تقرير المصير”، تأتي هذه المظاهرة في سياق تصاعد الحديث عن اللامركزية والحكم الذاتي في المحافظة.
الشعارات والمطالب المرفوعة
رفع المتظاهرون شعارات تطالب بحق تقرير المصير، في إشارة واضحة إلى مطالب بالاستقلال الذاتي أو الانفصال عن الحكومة المركزية السورية. وقد أثارت هذه المطالبات حالة من الجدل في البلاد، حيث تُثير مخاوف من أنها قد تشكل خطوة جدية نحو “الانفصال”.
قضايا مثيرة للجدل
رفع بعض المتظاهرين أعلام الطائفة الدرزية وأعلام إسرائيل، في حين أعرب آخرون عن استنكارهم لرفع العلم الإسرائيلي خلال الفعالية، حسبما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان. هذا التطور يُظهر الانقسام داخل المجتمع الدرزي حول التوجهات السياسية والعلاقة مع إسرائيل.
السياق التاريخي للحراك
بداية الحراك في السويداء
بدأ الحراك الشعبي في السويداء في 16 أغسطس 2023، وقد تميز بالاستمرارية والحفاظ على السلمية، والتمسك بالحقوق. حظي هذا الحراك بتأييد ودعم الشيخ حكمت الهجري، الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز في سوريا، مما منحه زخماً كبيراً.
تطور المطالب عبر العام
منذ بداية الحراك، كانت المطالب تركز على الحرية والكرامة والعيش الكريم وإطلاق سراح المعتقلين والتغيير السياسي، وفق القرار الأممي 2254. لكن مظاهرة اليوم تمثل تصعيداً نوعياً في المطالب نحو تقرير المصير.
الأحداث الدامية الأخيرة وتأثيرها
اشتباكات يوليو 2025
شهدت السويداء في 13 يوليو 2025 اندلاع اشتباكات عنيفة بين مسلحين من الدروز والبدو، تطورت لتشمل القوات الحكومية ومسلحي العشائر. استمرت الاشتباكات أسبوعاً كاملاً، وأسفرت عن مقتل أكثر من 1,400 شخص، العدد الأكبر منهم دروز.
الأزمة الإنسانية
أدت الاشتباكات إلى نزوح 176 ألف شخص من منازلهم، وفق ما ذكرته الأمم المتحدة. كما تسببت في أضرار جسيمة في البنية التحتية المدنية، وأثرت على الخدمات الأساسية والإمدادات التجارية.
مقتل الأطفال والمدنيين
ذكرت منظمة اليونيسف أن أعمال العنف تسببت في وفاة 22 طفلاً على الأقل وإصابة 21 آخرين، بالإضافة إلى استهداف خمسة مراكز صحية ومقتل طبيبين.
الاستغلال الإسرائيلي للأوضاع
استراتيجية الحماية المزعومة
تحاول إسرائيل استغلال الانقسام السياسي في سوريا، حيث تصاعدت حملات إسرائيلية سياسية وعسكرية ضد الإدارة السورية الجديدة بزعم حماية الأقليات. وقد ظهر هذا جلياً في مشاركة العلم الإسرائيلي في المظاهرة اليوم.
التدخل العسكري الإسرائيلي
خلال الاشتباكات في يوليو، نفذت إسرائيل ضربات جوية على القوات السورية قائلة إنها بهدف دعم الدروز. هذا التدخل المباشر يُظهر الأجندة الإسرائيلية في المنطقة واستغلال الأوضاع لتحقيق مكاسب سياسية.










