أعلن القصر الرئاسي الفرنسي أن تحالف الراغبين سيعقد اجتماعاً طارئاً عبر الإنترنت يوم الأحد 17 أغسطس 2025، بقيادة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر. يأتي هذا الاجتماع في أعقاب قمة ألاسكا التاريخية التي جمعت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.
خلفية قمة ألاسكا والتطورات الدبلوماسية الجديدة
شهدت قمة ألاسكا، التي انعقدت يوم الجمعة 15 أغسطس في قاعدة إلمندورف-ريتشاردسون العسكرية، محادثات مكثفة استمرت نحو ثلاث ساعات بين الرئيسين الأمريكي والروسي. رغم وصف الزعيمين للمحادثات بأنها “بناءة” و”مثمرة”، إلا أنها لم تسفر عن اتفاق فوري لوقف إطلاق النار في أوكرانيا.
وصف ترامب الاجتماع بأنه “مثمر للغاية” وأكد إحراز تقدم على “العديد من النقاط”، بينما أشار بوتين إلى أن المحادثات كانت “بناءة” وتقوم على “الاحترام المتبادل”. كما دعا الرئيس الروسي ترامب لزيارة موسكو في المستقبل.
ردود الفعل الأوروبية والتحضير للمرحلة التالية
في بيان مشترك صدر عقب قمة ألاسكا، أعرب القادة الأوروبيون عن ترحيبهم بجهود الرئيس ترامب لـ”وقف القتل وإنهاء الحرب في أوكرانيا وتحقيق سلام عادل ودائم”. وأكد البيان، الموقع من قبل رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين والرئيس الفرنسي ماكرون ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني وآخرين، استعداد أوروبا للعمل مع ترامب وزيلينسكي لعقد “قمة ثلاثية” بدعم أوروبي.
أهداف اجتماع تحالف الراغبين
يهدف الاجتماع المقرر عند الساعة الأولى بعد الظهر بتوقيت غرينتش إلى مناقشة الخطوات التالية من محادثات السلام بشأن أوكرانيا. من المتوقع أن يركز الحلفاء على الضمانات الأمنية التي ستُمنح لكييف في إطار أي اتفاق سلام محتمل.
ووفقاً لمصادر دبلوماسية، سيبحث المسؤولون في الخطوط العريضة المحتملة لاتفاق بين أوكرانيا وروسيا. كما ناقش ترامب والقادة الأوروبيون ضمانات أمنية محتملة لأوكرانيا خارج حلف شمال الأطلسي، ولكن على غرار “المادة الخامسة” للحلف.
موقف أوكرانيا والتحديات المستقبلية
من جهته، استبعد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تقديم أي تنازلات إقليمية لموسكو، مؤكداً سعيه للحصول على ضمانات أمنية مدعومة من الولايات المتحدة. وكان زيلينسكي قد حدد خمسة مبادئ مشتركة للمفاوضات قبل قمة ألاسكا، تشمل ضرورة مناقشة جميع الأمور المتعلقة بأوكرانيا مع أوكرانيا، والإعلان عن وقف إطلاق النار، وتوفر ضمانات أمنية موثوقة.
وشدد القادة الأوروبيون في بيانهم على ضرورة حصول أوكرانيا على “ضمانات أمنية قوية وموثوقة” تُمكنها من الدفاع عن سيادتها وسلامة أراضيها بفعالية. كما رفضوا أي قيود على القوات المسلحة الأوكرانية أو تعاونها مع دول أخرى، وأكدوا أن روسيا لا تملك حق الاعتراض على انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي أو الناتو.
التطورات المقبلة والتحديات الدبلوماسية
من المقرر أن يلتقي الرئيس الأوكراني زيلينسكي بترامب في البيت الأبيض يوم الاثنين 18 أغسطس، حيث سيناقشان النقاط الرئيسية لإنهاء الحرب الأوكرانية. وقد دعا ترامب عدداً من القادة الأوروبيين لحضور هذا الاجتماع.
وبحسب تقارير صحفية، عرض بوتين على ترامب خلال قمة ألاسكا تجميد خطوط القتال مقابل انسحاب أوكرانيا من إقليم دونيتسك، لكن هذا العرض لم يلقَ قبولاً من الجانب الأوكراني. كما أكد بوتين عدم تراجعه عن مطالبه الجوهرية بـ”معالجة الأسباب الجذرية” للصراع.
الآثار الاستراتيجية والتحليل
يُعتبر تحالف الراغبين آلية مهمة للتنسيق الأوروبي بشأن أوكرانيا، ويضم معظم الدول الأوروبية الكبرى والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي ودولاً غير أوروبية مثل كندا. ويأتي الاجتماع المقبل في إطار جهود أوروبية لضمان عدم تجاهل مصالحها الأمنية في أي تسوية محتملة.
وترى تقارير إعلامية أن قمة ألاسكا حققت مكاسب رمزية لبوتين، حيث خرج من العزلة الدبلوماسية التي فُرضت عليه منذ بدء الحرب في أوكرانيا. في المقابل، لم يحقق ترامب هدفه المعلن بوقف إطلاق النار الفوري، مما دفعه لتعديل موقفه والحديث عن ضرورة اتفاق سلام شامل بدلاً من مجرد هدنة.
يُتوقع أن يحدد اجتماع تحالف الراغبين يوم الأحد الموقف الأوروبي الموحد تجاه التطورات المقبلة في مفاوضات السلام الأوكرانية، خاصة مع استمرار الضغط لإيجاد حل دبلوماسي للصراع الذي دخل عامه الرابع.










