قررت النيابة العامة حبس الممرضة “شروق .ع. أ” أربعة أيام على ذمة التحقيقات بتهمة إشعال النيران داخل وحدة العناية المركزة بمستشفى حلوان العام. هذا القرار جاء بعد اعترافات صادمة من المتهمة التي كشفت عن دوافع نفسية غريبة وراء جريمتها التي هددت حياة 16 مريضاً.
تفاصيل الواقعة الصادمة
اندلع الحريق في الساعات الأولى من صباح الأربعاء الماضي بوحدة العناية المركزة في الطابق الثالث بمستشفى حلوان العام. بدأت الواقعة عندما تلقت غرفة عمليات الحماية المدنية بمديرية أمن القاهرة بلاغاً من إدارة المستشفى يفيد باندلاع حريق محدود داخل قسم الرعاية المركزة.
انتقلت قوات الإطفاء والإنقاذ على الفور مدعومة بعدد من سيارات الإطفاء، وتم فرض كردون أمني بمحيط المستشفى وتخصيص مسارات إخلاء لتأمين نقل المرضى إلى مناطق آمنة داخل المبنى.
أثناء عملية الفحص والمعاينة داخل القسم، تبين أن النيران مشتعلة داخل غرفة مخصصة للأجهزة الطبية، وامتدت جزئياً إلى بعض المحاليل والأسلاك المتصلة بالأجهزة. إلا أن سرعة تدخل رجال الإطفاء حالت دون امتداد الحريق إلى الغرف والأجنحة المجاورة.
عملية الإنقاذ البطولية
بالتزامن مع عمليات الإطفاء، قامت الأطقم الطبية بالتعاون مع قوات الأمن بإخلاء 16 مريضاً من داخل غرفة العناية المركزة إلى مناطق أخرى داخل المستشفى وإلى مستشفيات مجاورة. تمت عملية الإخلاء حرصاً على سلامة المرضى واستمرار تلقيهم للعلاج دون تأخير.
دفعت هيئة الإسعاف المصرية بـ 12 مركبة إسعافية شملت 3 سيارات إسعاف مجهزة، و4 سيارات إسعاف مزودة بأجهزة تنفس صناعي، و5 سيارات حضّانة مخصصة لنقل الأطفال المبتسرين. تم نقل الحالات إلى مستشفيات حميات حلوان والنصر والتبين المركزي.
الاعترافات الصادمة للمتهمة
كشفت التحقيقات عن مفاجأة صادمة عندما تبين أن وراء ارتكاب الواقعة ممرضة تدعى “شروق .ع. أ” تعمل بنفس القسم الذي شهد الواقعة. أدلت المتهمة باعترافات تفصيلية صادمة أقرت خلالها بارتكابها الجريمة عن عمد ودون وعي بخطورة ما فعلته.
قالت المتهمة في اعترافاتها: “مكنتش مخططة أولع النار في المستشفى، لكن بحب أشوف النار والحرائق وهي بتولع وخوف الناس، ودي متلازمة عندي”. وأضافت: “مسكت الولاعة وعملت 4 حرائق بغرف مختلفة في مستشفى حلوان العام، أول حريق كان الساعة 12 وولعت في سرير مريض، وبعد الحريق الأول بساعة ولعت في غرفة التمريض وغرفة تانية، ثم رحت أشعلت النار في غرفة العناية المركزة”.
وأشارت المتهمة إلى أنه “ماليش خلافات مع حد، واللي عملته كان بسبب رغبة خاصة في إشعال الحرائق”، مؤكدة أنها تعاني من .
التحليل النفسي للجريمة
أكدت التحقيقات أن المتهمة أشعلت النيران بدافع شخصي غريب لإشباع رغبة داخلية، مؤكدة أنها “مولعة بإشعال النار داخل غرف المرضى”، دون أن تتحسب لنتائج فعلتها أو لاحتمالات تعريض حياة المرضى للخطر.
أظهرت كاميرات المراقبة داخل المستشفى قيام المتهمة بإشعال النيران في أكثر من غرفة داخل قسم الرعاية، وهو ما وثّق لحظات الجريمة التي تسببت في حالة من الذعر والفوضى بين المرضى والأطقم الطبية.
البيرومانيا: الاضطراب النفسي الخطير
البيرومانيا أو اضطراب إشعال الحرائق هو اضطراب نفسي يتميز باندفاع وانبهار شديدين لإشعال النار، وغالباً ما يكون ذلك بغرض الحصول على إشباع ذاتي. يترجم هذا الهوس الأحادي في الحالات الشديدة لدى بعض المهووسين بإضرام النار عبر اندفاع المريض النفسي إلى التسبب في إشعال الحرائق.
من العلامات الرئيسة التي تشير إلى الإصابة بالبيرومانيا وجود محاولات غير مفهومة لحرق شيء دون وجود دوافع واضحة للقيام بالفعل، ويذهب الفرد باتجاه هذه السلوكية بكل ثقة ولا يتراجع أو يشعر بالندم.
الإجراءات القانونية والتحقيقات
على ضوء الأدلة والاعترافات، قررت النيابة العامة حبس المتهمة 4 أيام على ذمة التحقيق، وأمرت بسرعة تحريات رجال المباحث حول الواقعة، كما قررت تفريغ كاميرات المراقبة الموجودة في غرف العناية المركزة.
انتقل فريق من النيابة العامة برفقة خبراء المعمل الجنائي لمعاينة موقع حريق وحدة الرعاية المركزة بمستشفى حلوان العام لإعداد تقرير مفصل للوقوف على أسبابه وملابساته.
تداعيات الحادث والاستجابة الرسمية
أكدت وزارة الصحة والسكان أن سلامة المرضى “خط أحمر”، وأوضحت اتخاذ كل الإجراءات القانونية والإدارية بحق الممرضة، إلى جانب مراجعة شاملة لأنظمة الحماية من الحرائق في المستشفى لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلاً.
أعلنت الوزارة أن الإجراءات الفورية المتبعة تضمنت نقل 16 مريضاً عبر سيارات إسعاف مجهزة، تحت إشراف طبي متخصص، إلى مستشفيات حميات حلوان والنصر للتأمين الصحي والتبين المركزي، مع ضمان استقرار حالتهم الصحية واستمرار تلقيهم الرعاية الطبية اللازمة.
أنظمة الحماية من الحرائق في المستشفيات
تتطلب المستشفيات أنظمة حماية متطورة من الحرائق تشمل أجهزة الكشف عن الحريق وأنظمة الرش الآلي وأنظمة الإطفاء بالغاز وأنظمة التهوية والشفط. كما تتضمن أنظمة إنذار الحريق ومخارج الطوارئ والإضاءة الاحتياطية.
تلتزم المستشفيات بإجراءات الوقاية من الحرائق تشمل الصيانة الدورية والتدريب والتوعية وتقسيم المناطق بأمان والالتزام بمعايير السلامة. يتطلب الأمر وجود مخارج طوارئ آمنة تشمل جميع الطرق الممتدة من مكان وجود الأشخاص داخل المبنى إلى مكان آمن خارج المبنى.










