أثار عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني وقائد كبير في الحرس الثوري، أمير حياة مقدم، جدلاً واسعاً على الساحة الدولية بعد تهديداته العلنية باستهداف الولايات المتحدة والدول الأوروبية بصواريخ طويلة المدى.
وقال مقدم : “نستطيع استهداف أمريكا من البحر”، مشيراً إلى قدرة القوة الجوية الفضائية في الحرس الثوري الإيراني على استهداف مدن أمريكية من مسافة 2000 كيلومتر، وأضاف: “الحرس الثوري يعمل على هذه القضية منذ 20 عاماً”.
مدن أوروبية وأمريكية في مرمى الصواريخ الإيرانية
أكد أمير حياة مقدم أن الحرس الثوري الإيراني بات يتمتع بقدرات صاروخية تسمح له بضرب أهداف بعيدة في أوروبا وأمريكا، وتحديداً مدن مثل برلين، باريس، لندن، واشنطن، ونيويورك، مشيراً إلى أن جميع الدول الأوروبية باتت ضمن مرمى الصواريخ الإيرانية الحالية.
وشدد على أن الوحدة الصاروخية في الحرس الثوري طورت منذ عقدين برامج وصواريخ مخصصة لضرب أهداف أمريكية من البحر، بل واحتمالية وصول سفن إيرانية إلى مسافة 2000 كيلومتر من السواحل الأمريكية لتنفيذ ضربات مباشرة.
مقتطفات من تصريحات أمير حياة مقدم
“ربما لن يصيب الصاروخ الإيراني المقبل واشنطن ونيويورك، لكن يمكننا استهداف أمريكا من داخل البحر” – أمير حياة مقدم.
واضاف “صواريخنا لا تصل فقط إلى فرنسا، بل إلى ألمانيا وبريطانيا وجميع أنحاء أوروبا الغربية والشرقية”.
خلفية تصعيد التهديدات الإيرانية
تصاعدت التوترات في أعقاب مواجهة عسكرية إيرانية–إسرائيلية، شملت قصف إيراني مكثف لأهداف إسرائيلية في حرب استمرت 12 يوماً.
ورافقت تلك المرحلة تهديدات متكررة من الحرس الثوري الإيراني بعد ضرب منشآت نووية إيرانية من قبل الولايات المتحدة، إذ أصدر الحرس الثوري أوامر بتحضير الوحدات لحالة استنفار ممتدة حتى نهاية سبتمبر، في ظل توقعات بردود إيرانية عنيفة إذا تكرر “أي عمل شيطاني” من إسرائيل أو واشنطن.
كما جاءت تصريحات مقدم تزامناً مع تزايد الضغط الأوروبي والأمريكي لاستئناف المفاوضات النووية، حيث لوحت بريطانيا وفرنسا وألمانيا بتفعيل “آلية الزناد” لإعادة فرض العقوبات الأممية في حال رفض طهران العودة لطاولة الحوار.
القدرات الصاروخية الإيرانية: تقنيات متقدمة ومدى يصل 2000 كيلومتر
يشير خبراء عسكريون إلى أن إيران باتت واحدة من أهم القوى الصاروخية في العالم، حيث نجحت في تطوير منظومات متنوعة أبرزها الصواريخ الباليستية “سجيل” و”خيبر” التي يصل مداها إلى 2000-2500 كم، والصواريخ البحرية “أبو مهدي” بمدى يصل حتى 1000 كم، مع القدرة على حمل رؤوس حربية ثقيلة وتزويدها برؤوس متعددة لاستهداف مواقع متفرقة بدقة عالية.
سجيل 2: صاروخ باليستي يعمل بالوقود الصلب مداه 2000-2500 كم، دقة أقل من 10 أمتار.
خرمشهر/خيبر: صاروخ متوسط المدى، مداه 2000 كم، يمكنه حمل رؤوس عدة يصل وزنها إلى 1800 كغ.
أبو مهدي: صاروخ كروز مضاد للسفن، مداه أكثر من 1000 كم، يستخدم في تكتيكات الحرب البحرية.
الحاج قاسم: صاروخ باليستي بمدى 1400 كم، دقة عالية وسرعة فائقة في الوصول للأهداف.
يراهن الخبراء على أن قدرة إيران على إطلاق صواريخ من سفن بحرية أو وحدات متنقلة تمنحها مجالاً أوسع لردع أي هجمات قادمة من الغرب، خاصة في ظل الاحتكاكات المستمرة بشأن البرنامج النووي الإيراني.
ردود الفعل الدولية: قلق وتأهب في الغرب
الولايات المتحدة
عقب الضربات الأمريكية على منشآت نووية إيرانية في يونيو 2025، هدد الحرس الثوري برد قاسٍ قائلاً: “عدوان النظام الأمريكي دفع إيران إلى خيارات خارج فهم المعتدين”، معلناً أن القوات الأمريكية التي تهاجم المنشآت النووية “وضعت نفسها في دائرة الخطر المباشر”. وأكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب: “أي رد إيراني يُقابل بقوةٍ أكبر بكثير مما شهدناه الليلة”.
كما استعد الجيش الأمريكي لنشر المزيد من الطائرات وناقلات الوقود تحسباً لهجمات محتملة، وأصدر البيت الأبيض تحذيرات بشأن إمكانية إغلاق إيران لمضيق هرمز إذا تصاعد الصراع.
أوروبا
أبدت دول أوروبا قلقها من التطورات، ودعت إلى العودة للمفاوضات النووية وضرورة تجنب التصعيد. وعلّقت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي بأن إغلاق إيران لمضيق هرمز “سيكون قراراً بالغ الخطورة ولن يكون في صالح أحد”. دعوة بروكسل وبرلين للتهدئة تؤكد حرص أوروبا على الحلول الدبلوماسية رغم التحذيرات المتكررة لإيران.
إسرائيل
رفعت إسرائيل التأهب العسكري، وتخوفت من تقارير تشير إلى تعاون متزايد بين إيران والصين في تطوير القدرات الصاروخية الإيرانية. وأعلنت الاستعداد للرد على أي هجوم إيراني و”تحقيق أهدافها في إيران”.










