أكد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، اليوم، أن استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لا يمكن أن يكون مبررا أو مدخلا لأي طرف، سواء محليا أو دوليا، لفرض ترتيبات سياسية “فوقية” على القطاع، مجددا التأكيد على أن غزة جزء لا يتجزأ من دولة فلسطين، وأن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، من أمام معبر رفح البري، حيث شدد رئيس الوزراء على أن الحكومة الفلسطينية هي الجهة التنفيذية الوحيدة المخولة بإدارة شؤون قطاع غزة كما في الضفة الغربية.
حكومة فلسطينية موحدة… ولجنة مؤقتة لإدارة غزة
أعلن مصطفى عن نية الحكومة تشكيل لجنة مؤقتة لإدارة شؤون غزة، مؤكدا أنها لا تمثل كيانا سياسيا جديدا، بل تهدف إلى إعادة تفعيل مؤسسات الدولة في القطاع، ضمن النظام الأساسي الفلسطيني، وبما يتماشى مع قرارات القمم العربية والهيئات الدولية.
وأوضح أن الحكومة جاهزة لتحمل مسؤولياتها تجاه أبناء الشعب الفلسطيني في غزة رغم حجم التحديات، بالتعاون مع الدول الشقيقة والصديقة، والقطاع الخاص، ومنظمات المجتمع المدني، مشددا على أن الجهود ستتركز على تقديم الخدمات الأساسية مثل التعليم، والصحة، والكهرباء، والمياه.
موقف موحد ضد التجويع والتهجير
ودعا رئيس الوزراء إلى تحرك دولي عاجل لوقف استخدام التجويع كسلاح ضد المدنيين، وفتح معبر رفح بشكل فوري أمام آلاف شاحنات المساعدات المحتجزة على الجانب المصري، واصفا استمرار إغلاقه بأنه “أداة لحصار وتجويع شعبنا، تمهيدا لتهجيره ومنع قيام دولته المستقلة”.
كما ثمن مصطفى الدور المصري التاريخي، وموقف الرئيس عبد الفتاح السيسي في التصدي لمحاولات تهجير الفلسطينيين، ودعمه الثابت لحقوقهم، مضيفا أن مصر تبذل جهودا مكثفة للتحضير لمؤتمر إعادة إعمار غزة في القاهرة خلال الفترة القريبة المقبلة.
وزير الخارجية المصري: لا للتهجير ولا لتصفية القضية
من جانبه، شدد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي على أن الموقف المصري “ثابت وراسخ”، وأن مصر ترفض رفضا قاطعا أي مخططات لتهجير الفلسطينيين أو فرض أمر واقع جديد على الأرض، مشيرا إلى أن أوهام “إسرائيل الكبرى” مرفوضة تماما.
وأكد عبد العاطي أن آلة الحرب الإسرائيلية تستهدف المدنيين والبنية التحتية في القطاع بشكل مباشر، بما في ذلك استهداف منتظري المساعدات. وأوضح أن الأطفال في غزة يواجهون خطر الموت نتيجة سوء التغذية، ونقص الأدوية، وانتشار الأمراض.
وكشف أن نحو 70% من المساعدات التي دخلت غزة جاءت عبر مصر، إلا أن القطاع يحتاج فعليا من 700 إلى 900 شاحنة مساعدات يوميا، بينما لا يزال أكثر من 5000 شاحنة مساعدات متوقفة على الجانب المصري بسبب الإغلاق الإسرائيلي المتواصل لمعبر رفح.
دعوة لوقف فوري لإطلاق النار
وختم عبد العاطي بتجديد الدعوة لوقف إطلاق النار فورا، وفتح المعابر بشكل دائم، مؤكدا التزام مصر بمواصلة الجهود السياسية والدبلوماسية بالتنسيق مع الشركاء الإقليميين والدوليين لوقف العدوان، وإنهاء الحصار، وتثبيت الحقوق الفلسطينية المشروعة.










