كشفت صحيفة كيهان الإيرانية، المقربة من التيار المتشدد، عن ما وصفته بمحاولة “انقلاب على النظام من الداخل” تقودها جبهة الإصلاح، وذلك في ظل تحركات مكثفة يقودها التيار الإصلاحي لإنقاذ إيران بقيادة الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني ووزير خارجيته محمد جواد ظريف، من العقوبات الأمريكية، ومنع عودة الحرب مع إسرائيل.
وقالت الصحيفة في عددها الصادر الثلاثاء إن البيان الأخير الصادر عن جبهة الإصلاح، والذي تضمن سلسلة مطالب سياسية واقتصادية وأمنية، “يشتبه بأنه انقلاب ضد النظام”، معتبرة أن التيار الإصلاحي “أبدى توافقا لافتا مع توجهات ومطالب واشنطن وتل أبيب”، على حد وصفها.
بيان جبهة الإصلاح: دعوة للتغيير وتطبيع العلاقات
وقبيل الحديث عن تفعيل محتمل لـ”آلية الزناد” من قبل القوى الأوروبية الثلاث، أصدرت جبهة الإصلاح بيانا مكونا من 11 بندا دعت فيه إلى مصالحة وطنية شاملة، وإصلاحات هيكلية عميقة، والعفو العام والإفراج عن السجناء السياسيين والمدنيي.
وكذللك طالبت جبهة الإصلاح وقف القمع بحق النقاد والمعارضين، وتغيير خطاب الحكم وبناء الثقة بين الدولة والمجتمع
أيضا شددت على إجراء مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة، والاستعداد لتعليق تخصيب اليورانيوم طواعية، والقبول بالإشراف الدولي مقابل رفع العقوبات.
وطالبت كذلك حل المؤسسات الموازية في الحكم وإعادة هيكلة النظام السياسي، في إشارة إلى الحرس الثوري الإيراني.
البيان أثار ردود فعل متباينة داخل إيران، لكنه واجه هجوما شرسا من صحيفة “كيهان” التي رأت فيه تجاوزا خطيرا لـ”ثوابت الجمهورية الإسلامية”، واعتبرته “انفصالا تاما عن الأسس التي بني عليها النظام”.
تحذير من انقلاب زاحف
وربطت الصحيفة هذا البيان بالتصريحات الأخيرة للرئيس الإيراني السابق حسن روحاني، ووزير الخارجية الأسبق محمد جواد ظريف، واعتبرتهما من بين “العناصر النشطة في هذا الحراك الإصلاحي الذي يسعى لتغيير طبيعة النظام القائم”.
وكتبت كيهان أن “بيان جبهة الإصلاح وتحركات بعض القادة السابقين تشير إلى أن انقلابا زاحفا ضد النظام السياسي يتشكل خلف الكواليس”، مضيفة أن القبول بهذه المطالب سيفضي إلى “نهاية الجمهورية الإسلامية كما نعرفها اليوم”.
خلفية التوتر
تأتي هذه التصريحات في وقت حرج، حيث تتصاعد التهديدات الإسرائيلية والأميركية بشأن البرنامج النووي الإيراني. وكان الرئيس الإيراني الجديد مسعود بيزكيان قد صرح مؤخرا بأن أي تصعيد نووي قد يدفع الولايات المتحدة وإسرائيل إلى تكرار الهجمات ضد إيران وتدمير منشآتها.
و في ظل هذا الانقسام الداخلي العميق، تبقى إيران أمام مفترق طرق: إما الانفتاح على المجتمع الدولي وفقا لرؤية الإصلاحيين، أو التشدد والمواجهة كما يدعو التيار المحافظ، وسط خطر متزايد بتصعيد داخلي وسياسي قد يعيد رسم ملامح النظام من الداخل.










