هزت واقعة مأساوية وصفت بالبشعة الرأي العام المغربي، بعدما تعرض طفل يتيم يبلغ من العمر 13 سنة من ذوي الاحتياجات الخاصة لاعتداء جنسي جماعي وحشي من طرف مجموعة مكونة من 14 شخصاً خلال فعاليات موسم مولاي عبد الله أمغار بإقليم الجديدة.
تفاصيل الحادثة الصادمة
وقعت الجريمة يوم الخميس 14 أغسطس 2025 تزامناً مع فعاليات الموسم الديني، حيث استدرج الجناة الطفل الضحية الذي ينحدر من مدينة اليوسفية وكان قد قدم إلى الموسم رفقة أحد أصدقائه.
وفقاً لبيان الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع آسفي، فإن الجناة قاموا بتخدير الطفل ثم تناوبوا على الاعتداء عليه بشكل وحشي، مما استدعى نقله إلى المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمدينة مراكش لتلقي العلاج.
هوية الجناة والاشتباه في مكان إقامتهم
أظهرت التحقيقات الأولية أن المتورطين في هذه الجريمة ينحدرون من مدن اليوسفية وسيدي بنور وسيدي أحمد، في حين تشير شهادة الطفل الضحية إلى أن عدد المعتدين بلغ 14 شخصاً قاموا بالاعتداء عليه بالتناوب على مدى ثلاثة أيام.
وضعية الطفل الضحية الاجتماعية
يعيش الطفل الضحية ظروفاً اجتماعية صعبة للغاية، حيث أنه يتيم الأب وتتكفل به والدته التي تعاني من مرض نفسي وتنتمي إلى فئة ذوي الاحتياجات الخاصة. هذه الوضعية الهشة جعلته هدفاً سهلاً للمجرمين الذين استغلوا ضعف وضعه الاجتماعي.
التحرك القضائي العاجل
إجراءات النيابة العامة
سارعت النيابة العامة لدى محكمة الاستئناف بالجديدة إلى فتح بحث قضائي معمق حول ملابسات هذه الجريمة، حيث تم:
إخضاع الطفل الضحية لخبرة طبية شرعية يوم الاثنين للتحقق من واقعة هتك العرض
الاستماع إليه رسمياً بحضور والدته في إطار ضمان كل الشروط القانونية
وضع شخص راشد تحت تدبير الحراسة النظرية على خلفية الاشتباه في تورطه المباشر
تحديد هويات المشتبه بهم
كشفت مصادر مطلعة أنه تم تحديد هويات أشخاص آخرين ما تزال الأبحاث متواصلة بشأنهم من أجل توقيفهم وتقديمهم للعدالة، في حين تتواصل التحقيقات المكثفة لتعقب باقي الجناة.
ردود الفعل والاستنكار الحقوقي
موقف الجمعية المغربية لحقوق الإنسان
استنكرت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بشدة هذا الفعل الإجرامي الذي يرقى إلى جريمة ضد الإنسانية، مؤكدة أن مثل هذه الجرائم تمثل أبشع صور الاعتداء والعنف والاستغلال الجنسي للأطفال.
وطالبت الجمعية الوكيل العام للملك بالرباط بفتح تحقيق قضائي شفاف وعاجل لتحديد المسؤوليات ومتابعة جميع المتورطين بأشد العقوبات، مع ضمان مواكبة الضحية نفسياً وصحياً حتى يتجاوز آثار الكارثة.
استنكار جمعية “ماتقيش ولدي”
عبرت جمعية “ماتقيش ولدي” التي تعنى بحماية الطفولة عن استنكارها الشديد، واصفة الجريمة بـ“الوحشية تنعدم فيها أدنى قيم الإنسانية والرحمة”، مؤكدة أنها تمثل اعتداءً صارخاً على حقوق الطفل.
وأعلنت الجمعية عن تضامنها المطلق مع الضحية وأسرته، مطالبة بفتح تحقيق عاجل ومعمق، وتقديم الجناة جميعاً للعدالة، وإنزال أشد العقوبات الزجرية بحقهم.
الحالة النفسية للطفل الضحية
تأثيرات نفسية خطيرة
يعاني الطفل الضحية حالياً من مضاعفات جسدية ونفسية شديدة جراء الاعتداء الوحشي الذي تعرض له. وتشير التقارير إلى أنه يواجه حالة نفسية خطيرة جداً تتطلب مواكبة نفسية مكثفة.
الحاجة للدعم النفسي العاجل
أكدت المصادر الطبية والحقوقية على الحاجة الماسة لتوفير دعم نفسي واجتماعي متخصص للطفل الضحية، خاصة في ظل وضعيته الاجتماعية الهشة وحالة والدته الصحية.
الدعوات لتشديد العقوبات
مطالب بإنزال أقسى العقوبات
شهدت هذه الجريمة البشعة موجة استنكار واسعة في أوساط الساكنة، التي تطالب بإنزال أقسى العقوبات على الجناة وجعلهم عبرة لغيرهم، وسط دعوات لتشديد العقوبات القانونية في جرائم الاغتصاب وهتك عرض الأطفال.
آليات الحماية المستقبلية
دعت المنظمات الحقوقية إلى وضع آليات لحماية الضحايا وضمان مواكبتهم النفسية والاجتماعية، مع التأكيد على أهمية الردع الكافي ضد الجناة لمنع تكرار مثل هذه الجرائم










