أعلنت مجموعة من الفصائل المسلحة في محافظة السويداء، السبت 23 أغسطس 2025، توحيد كافة قواتها تحت اسم “الحرس الوطني” بدعم وقيادة الشيخ حكمت الهجري، شيخ عقل الطائفة الدرزية، في خطوة تهدف ظاهريا إلى توحيد الجهود العسكرية والأمنية في المحافظة.
إعلان التوحيد والالتزام بقيادة الهجري
نشرت 30 فصيلا مسلحا بيانا على صفحة “الحرس الوطني المكتب الإعلامي” على فيسبوك، أكدت فيه “الالتزام المطلق بقرارات الرئاسة الروحية الممثلة بالشيخ حكمت الهجري واعتبارها الممثل الشرعي والمخول بتمثيل الطائفة الدرزية في الجبل”.
وفي دارة الرئاسة الروحية في قنوات، انقعد اجتماع ضم قادة من مختلف الفصائل المحلية والتشكيلات الأهلية والعائلية، بهدف الاندماج ضمن الحرس الوطني.
وأضاف البيان: “نعلن الاندماج التام بقوات الحرس الوطني باعتباره المؤسسة العسكرية الرسمية الممثلة للطائفة والتزامنا المطلق بالمهام الدفاعية الموكلة إلينا بالتعاون مع كافة القوات الرديفة ونجدد العهد والميثاق على بذل الغالي والنفيس في سبيل حماية الجبل”.
وأوضحت المصادر أنه أبرز أسباب تشكيل الحرس الوطني واندماج الفصائل المسلحة فيه، ملء الفراغ الأمني لضمان عدم انزلاق المنطقة إلى الفوضى بعد غياب الأجهزة الرسمية، توحيد الصفوف من خلال جمع الفصائل المحلية تحت قيادة واحدة بدل التشتت والتنافس، وضبط السلاح لمنع أي حالة الفوضى تنتج عن انتشار السلاح العشوائي. والغاية الرئيسية وفقا للمتحدث: “حماية المجتمع والدفاع عن الأهالي والقرى في وجه أي اعتداءات”.
المهام المعلنة للحرس الوطني
كشف مصدر في قيادة “الحرس الوطني” عن المهام الرئيسية للتشكيل الجديد، والتي تشمل، مكافحة الإرهاب والتصدي لأي تنظيمات متطرفة تحاول التمدد نحو السويداء، خصوصا فلول “داعش” والتنظيمات المشابهة.
إضافة إلى “التنسيق الإقليمي والدولي والتعاون مع التحالف الدولي في مجال تبادل المعلومات الاستخباراتية والعمليات العسكرية ضد التنظيمات الإرهابية، وضبط السلاح العشوائي المنتشر بعد سقوط النظام السابق.
كذلك حماية الحدود، وحماية الحدود والمناطق البرية مع البادية، ومنع تسلل العناصر المسلحة أو عمليات تهريب السلاح والمخدرات.
ولفت المتحدث إلى أن “الحرس الوطني” سيظهر بهذا الشكل كمؤسسة عسكرية محلية، و”قوة منظمة يشترك بها كل أبناء الجبل لحماية السويداء، وللمشاركة في الحرب على الإرهاب جنبا إلى جنب مع الشركاء الإقليميين والدوليين”.
التعاون الدولي
التنسيق الإقليمي والدولي والتعاون مع التحالف الدولي في مجال تبادل المعلومات الاستخباراتية والعمليات العسكرية ضد التنظيمات الإرهابية
رفض الفصائل الكبرى الانضمام
رغم الإعلان عن انضمام 30 فصيلا، واجه مشروع “الحرس الوطني” رفضا من الفصائل الكبرى والمؤثرة في السويداء:
حركة “رجال الكرامة” تتحفظ
حركة “رجال الكرامة”، أكبر التشكيلات المسلحة في السويداء بقيادة الشيخ يحيى الحجار، أعلنت أنها مع أي مبادرة لتوحيد الجهود دفاعا عن السويداء، لكنها ربطت قرار الانضمام بـ“وضوح آلية عمل الجيش الموحد وضمان التزامه بمبادئها”.
وشددت الحركة على أن “عدم الانضمام لا يعني غياب التنسيق”. كما انتقد ليث البلعوس، القيادي في الحركة، مواقف الهجري وقال إن “قرار الهجري ليس بيده”.
استبعاد المجلس العسكري
لم يشارك “المجلس العسكري” بقيادة العقيد المنشق طارق الشوفي في التشكيل الجديد، بل تم إبعاده عمدا عن مسألة تشكيل الجيش الموحد.
اتهامات بالفساد وعدم الدفع
كشفت مصادر معارضة للهجري عن مشاكل في التمويل والإدارة، إغراء الشباب براتب شهري 300 دولار للتطوع في التشكيل.
و لم يدفع للمتطوعين سوى راتب الشهر الأول، مما دفع كثيرين للتراجع، بعض الفصائل المنضمة متهمة بارتكاب تعديات وسرقات والتورط في عمليات خطف.
الخلفية السياسية والموقف من الحكومة
يأتي تشكيل “الحرس الوطني” في ظل توتر العلاقة بين الهجري والحكومة السورية الجديدة رفض بيانات الحكومة حول أحداث يوليو الماضي التي قتل فيها المئات، واتهام الحكومة بارتكاب “جرائم إبادة” في السويداء.
والمطالبة بتحقيق دولي مستقل وخروج القوات الحكومية من المحافظة.
الدعم الإسرائيلي المحتمل
حذر محللون من أن إسرائيل تدعم الفكرة عبر توفير تدريب وإمداد لوجستي لبعض المجموعات، معتبرين أن المشروع يفتح الباب أمام نزعات انفصالية تتعارض مع وحدة الأراضي السورية.
ووصف العقيد المنشق أحمد محمد ديب حمادة التشكيل بأنه “جيش طائفي بلا مستقبل” تستخدمه إسرائيل أداة للضغط على دمشق وإضعافها.
التحديات والعقبات
يواجه “الحرس الوطني” تحديات جسيمة:
الانقسام الداخلي
رفض الفصائل الكبرى الانضمام للتشكيل
التنافس مع تشكيلات أخرى مثل “مضافة الكرامة” و”تجمع أحرار الجبل” التي تدعم الدولة المركزية
الصراعات الشخصية بين القيادات الدرزية المختلفة
المخاوف الأمنية
شن هجمات على مواقع الأمن الداخلي السوري في مناطق مختلفة من السويداء، خرق اتفاقات وقف إطلاق النار مع الحكومة السورية، والتصعيد المفاجئ ضد المؤسسات الحكومية.
ردود الفعل والتحليلات
الموقف الشعبي
أثار تشكيل “الحرس الوطني” ردود فعل متباينة بين أهالي السويداء، حيث عبر البعض عن قلقهم من تعميق الانقسامات الطائفية، بينما أيده آخرون كضرورة أمنية في ظل الفراغ الأمني.
التقييم الخارجي
يرى مراقبون أن التشكيل الجديد لا ينفصل عن أبعاد إقليمية، خاصة مع التقارير عن الدعم الإسرائيلي والتنسيق مع جهات خارجية، مما يثير المخاوف من استخدام السويداء كورقة ضغط ضد الحكومة السورية.










