هزت انفجارات عنيفة العاصمة اليمنية صنعاء اليوم، إثر غارات جوية إسرائيلية مكثفة استهدفت مواقع متفرقة في المدينة، في أول هجوم علني من نوعه على العاصمة منذ بدء التوترات الأخيرة في المنطقة.
وقالت مصادر محلية وشهود عيان إن القصف استهدف محطة شركة النفط بشارع الستين وسط صنعاء، إضافة إلى محطة كهرباء حزيز جنوب العاصمة، ما تسبب بأضرار مادية جسيمة في البنية التحتية، دون أن تعرف بعد حصيلة الخسائر البشرية.
وأكدت وسائل إعلام عبرية أن سلاح الجو الإسرائيلي نفذ الغارات، في إطار رد عسكري مباشر على إطلاق صواريخ ومسيرات من اليمن باتجاه العمق الإسرائيلي، خلال الأيام الماضية.
ونقلت قناة إسرائيلية عن مصدر عسكري قوله إن العملية العسكرية “جزء من سلسلة غارات تستهدف قدرات الحوثيين الصاروخية”، معتبرا أن الهجمات تأتي في سياق ما وصفه بـ”الدفاع عن النفس”.
الدفاعات الجوية اليمنية تتصدى
من جهته، صرح مصدر في وزارة الدفاع بصنعاء أن الدفاعات الجوية اليمنية تمكنت من تحييد أغلب الطائرات الإسرائيلية المشاركة في الهجوم، وأجبرتها على الانسحاب، مؤكدا أن الرد سيكون “بما يوازي حجم العدوان”.
أنصار الله: غارات عشوائية وموقفنا ثابت مع غزة
في أول تعليق سياسي، قال عضو المكتب السياسي لأنصار الله، محمد الفرح، إن ما وصفه بـ”العدوان الصهيوني البائس” استهدف منشآت مدنية لا علاقة لها بالجانب العسكري، متهما إسرائيل بتكرار نفس الأسلوب الذي تتبعه في غزة.
وأكد الفرح أن الغارات الإسرائيلية جاءت نتيجة الألم الذي أصاب الكيان من الصواريخ والمسيرات اليمنية، مضيفا:
“العدوان على صنعاء ليس منفصلا عما يجري في غزة ولبنان وسوريا، بل هو جزء من المشروع الصهيوني العدواني ضد شعوب أمتنا”.
وشدد على أن الموقف اليمني المساند لفلسطين “ثابت ولن يتراجع”، مؤكدا دعم أنصار الله لغزة في وجه الحصار والعدوان الإسرائيلي المستمر.
سياق إقليمي متفجر
تأتي هذه الغارات في ظل تصاعد المواجهة الإقليمية، خصوصا بعد العمليات العسكرية اليمنية التي استهدفت مواقع إسرائيلية بالصواريخ والطائرات المسيرة، والتي أعلنت إسرائيل أنها تمثل تهديدا لأمنها القومي.
ويعد هذا التصعيد تطورا خطيرا قد يفتح فصلا جديدا من المواجهة المباشرة بين إسرائيل وقوى محور المقاومة في المنطقة، مع مخاوف من توسع رقعة الاشتباك إلى جبهات جديدة.










