شهدت ناحية شيخ الحديد في ريف عفرين شمال شرق سوريا اشتباكات عنيفة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة ليلة الاثنين 25 أغسطس 2025 بين قوات الأمن العام التابعة لسلطة أحمد الشرع وفصيل العمشات التابع لتركيا.
تأتي هذه الاشتباكات في سياق التوترات المستمرة في المنطقة منذ انتقال السيطرة رسمياً من الفصائل المدعومة تركياً إلى الحكومة السورية الانتقالية، رغم استمرار وجود هذه الفصائل عملياً على الأرض.
السياق السياسي والعسكري للمنطقة
تسليم تركيا لعفرين للجيش السوري
في فبراير 2025، سلمت القوات التركية السيطرة على منطقة عفرين إلى الجيش السوري الموحد الذي شكلته الإدارة الجديدة في دمشق، وذلك عقب زيارة الرئيس الانتقالي أحمد الشرع لأنقرة.
مع ذلك، أكد مسؤول في وزارة الدفاع التركية أن “من المهم للإدارة الجديدة في سوريا أن تفرض سيادتها على البلاد بشكل كامل”، مشيراً إلى استمرار الوجود التركي لـ“ضمان أمن حدودها والقضاء على الإرهاب”.
الوضع الراهن في عفرين
رغم التسليم الرسمي، تشير التقارير إلى أن الفصائل المدعومة تركياً لم تنسحب فعلياً من المنطقة. بل إن منطقة عفرين لا تزال تضم 121 حاجزاً أمنياً وعسكرياً منتشراً على مساحة 2500 كيلومتر مربع.
في ناحية شيخ الحديد تحديداً، لا تزال ميليشيات “فرقة السلطان سليمان شاه – العمشات” تحتفظ بـ4 حواجز في مداخل شيه ومفارق القرى المجاورة.
فصيل العمشات وانتهاكاته
هوية الفصيل ونفوذه
فصيل العمشات هو جزء من “فرقة السلطان سليمان شاه” التي يتزعمها محمد الجاسم (أبو عمشة). يسيطر هذا الفصيل على أجزاء من ناحية شيخ الحديد وقرى مجاورة لها، ويمارس نفوذاً واسعاً في فرض الإتاوات والسيطرة على الممتلكات.
الانتهاكات المستمرة
تتواصل انتهاكات فصيل العمشات رغم التطورات السياسية في سوريا:
الإتاوات المالية: يفرض الفصيل إتاوات تتراوح بين 1-3 آلاف دولار أمريكي لتسليم المنازل للعائلات العائدة. كما يجبر المزارعين على دفع مبالغ كبيرة كإتاوات موسم الزيتون تحت التهديد.
الاستيلاء على الممتلكات: لا يزال الفصيل يمنع تسليم منازل حوالي 20 عائلة عائدة إلى ديارها رغم إخلائها من قبل المستقدمين.
الاعتقالات التعسفية: يواصل عناصر الفصيل اعتقال المواطنين بتهم واهية والتحقيق معهم تحت ضغوط شديدة.
جهود الحكومة السورية لبسط السيطرة
انضمام الكُرد للأمن الداخلي
شهدت مدينة عفرين مؤخراً توافد مئات الشباب الكُرد من مختلف القرى والأحياء إلى مراكز الانتساب لقوى الأمن الداخلي التابعة للحكومة السورية.
يُنظر إلى هذه الخطوة كمحاولة من الحكومة السورية لـتعزيز سيطرتها عبر دمج مقاتلين محليين في قوى الأمن الداخلي، وربما تقليص نفوذ قوات سوريا الديمقراطية (قسد).
التحديات مع قسد
تواجه الحكومة السورية توترات حادة في المفاوضات مع قسد حول تنفيذ الاتفاق الموقع في مارس 2025. تتهم قسد دمشق بـالتماطل في تنفيذ بنود الاتفاق المتعلقة بـإخراج الميليشيات المدعومة تركياً وإعادة المدنيين لمناطقهم.
تعقيدات الوضع الأمني
استمرار النزاعات المحلية
الاشتباكات بين قوات الأمن العام وفصيل العمشات تعكس التعقيدات الأمنية المستمرة في المنطقة. فبينما تحاول الحكومة السورية بسط سيادتها فعلياً، تقاوم الفصائل المدعومة تركياً فقدان نفوذها ومصالحها الاقتصادية.
الدعم التركي المستمر
رغم التسليم الرسمي، تحتفظ تركيا بـقواعد عسكرية ومقرات استخباراتية في المنطقة. كما تواصل توجيه وإدارة الفصائل بشكل غير مباشر من خلال أدواتها المحلية










