كشف الناطق باسم الدفاع المدني الفلسطيني الرائد محمود بصل عن أن الجيش الإسرائيلي دمّر أكثر من 1000 بناية بشكل كامل في أحياء الزيتون والصبرة بمدينة غزة منذ 6 أغسطس 2025. وأشار بصل إلى أن هذا التدمير جاء وسط غارات مكثفة ومتواصلة على هذين الحيين الحيويين في جنوب شرق مدينة غزة.
عجز فرق الإنقاذ عن انتشال الضحايا
أوضح المتحدث باسم الدفاع المدني أن فرق الإنقاذ عاجزة عن انتشال مئات الجثامين العالقة تحت الأنقاض بسبب شدة القصف وانعدام الإمكانيات اللازمة. وأكد أن المناشدات حول وجود مفقودين ومصابين وشهداء تتواصل في أحياء الزيتون والصبرة، لكن فرق الإنقاذ لم تتمكن من الوصول إليهم بسبب خطورة الميدان واستمرار القصف المباشر.
توسع العمليات العسكرية الإسرائيلية
شهدت مدينة غزة تكثيفاً للعمليات البرية الإسرائيلية يوم الأحد 24 أغسطس، حيث تقدمت الدبابات الإسرائيلية في حيي الزيتون والصبرة جنوب مدينة غزة، ومنطقة جباليا شمال القطاع. وأفاد شهود العيان بأن أصوات الانفجارات و“الأحزمة النارية” سُمعت على نطاق واسع، بينما نزحت عشرات العائلات إلى غرب المدينة وجنوب القطاع بحثاً عن مأوى أكثر أماناً.
شهادات السكان المحليين
قال أحمد حمد، أحد سكان حي الصبرة، لوكالة شينخوا أن الأهالي فوجئوا بانتشار الدبابات قرب منازلهم، ما حال دون مغادرتهم أو النزوح إلى مناطق أخرى. وأكد أن الوضع في المنطقة “أصبح غير آمن”، وأن السكان يعيشون حالة من الذعر والارتباك.
كما قال إبراهيم شحيبر، أحد سكان حي الزيتون: “إن الوضع في حي الزيتون لا يطاق، ولا يستطيع أحد العيش فيه نظراً لكثافة القصف والاستهدافات”، مضيفاً “أن كل من يحاول البقاء أو الوصول إلى الحي يتعرض لإطلاق النار”.
لا مناطق آمنة في قطاع غزة
شدد محمود بصل على أنه “لا توجد أي منطقة آمنة في قطاع غزة”، سواء في شماله أو جنوبه، حيث يطارد القصف المدنيين في منازلهم، ومراكز إيوائهم، وحتى في خيام نزوحهم. وأشار إلى أن النازحين “لا يعلمون إلى أين يذهبون” في ظل انعدام المناطق الآمنة في القطاع، مشيراً إلى أن المستشفيات تعاني من الدمار وتفتقر بشدة إلى المستلزمات والطواقم الطبية.
الخطة الإسرائيلية لاحتلال مدينة غزة
وافق المجلس الأمني المصغر في إسرائيل في 8 أغسطس على خطة للسيطرة على مدينة غزة. وصادق وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس على “خطة احتلال مدينة غزة”، وأصدر أوامر باستدعاء 60 ألفاً من قوات الاحتياط.
وتبدأ الخطة باحتلال مدينة غزة عبر تهجير الفلسطينيين البالغ عددهم نحو مليون نسمة إلى الجنوب، ثم تطويق المدينة وتنفيذ عمليات توغل في التجمعات السكنية.
الأوضاع الإنسانية المتدهورة
تأتي هذه التطورات وسط تدهور كارثي للأوضاع الإنسانية، حيث أعلنت وزارة الصحة في غزة عن وفاة 8 أشخاص إضافيين من الجوع، بينهم طفلان، ليرتفع العدد الإجمالي لضحايا سوء التغذية إلى 289 شخصاً منذ بداية الحرب قبل عامين تقريباً.
وقال فيليب لازاريني، رئيس وكالة الأونروا: “المجاعة هي البلاء الأخير الذي يضرب غزة. الناس يعيشون جحيماً بكل أشكاله”.
الحصيلة الإجمالية للعدوان
بحسب وزارة الصحة في غزة، بلغت الحصيلة الإجمالية للعدوان الإسرائيلي 62,686 شهيداً و157,951 إصابة منذ بداية الحرب في أكتوبر 2023. وأشارت إلى أن 19 شخصاً لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات، بينما أُصيب 123 آخرون.
كما بلغ عدد ضحايا “لقمة العيش” ممن وصلوا المستشفيات 2,095 شهيداً وأكثر من 15,400 مصاب، في إشارة إلى الفلسطينيين الذين استُهدفوا أثناء محاولتهم الحصول على الطعام والمساعدات الإنسانية.










