أعلنت حركة “رجال الكرامة” في محافظة السويداء السورية، فجر اليوم الإثنين 25 أغسطس 2025، تعيين الشيخ أبو ذياب مزيد خداج قائداً عاماً جديداً للحركة، خلفاً لقائدها السابق الشيخ أبو حسن يحيى الحجار. ويأتي هذا التغيير في القيادة وسط توترات محلية متصاعدة حول تشكيل “الحرس الوطني” في المحافظة.
تفاصيل التعيين الجديد
قالت الحركة في بيانها الرسمي: “تعلن قيادة حركة رجال الكرامة تكليف الشيخ أبو ذياب مزيد خداج قائداً عاماً لحركة رجال الكرامة، الذي لطالما كان على العهد في الدفاع عن الأرض والعرض وحماية الجبل”.
وأضاف البيان أن الحركة “تتوجّه بكل التقدير والاحترام إلى الشيخ أبو حسن يحيى الحجار، الذي تحمّل خلال السنوات الماضية مسؤولية القيادة بكل كفاءة وصبر رغم ظروفه الصحية الصعبة”. وأكدت أن الحجار “ظلّ بين أهله وفي صفوفهم، صوناً للكرامة ودفاعاً عن الأرض والعرض، رغم كل الضغوط وحملات التشويه الملفقة”.
الدور السابق لمزيد خداج
مزيد خداج ليس شخصية جديدة في المشهد السوري، حيث ظهر سابقاً في تسجيل مصور لحركة رجال الكرامة كـقائد المجلس العسكري للحركة. وفي أغسطس 2024، أكد خداج أن المجموعات المسلحة التي دافعت عن الجبل “في قلوبنا”، أما التي تخطف وتعتدي على كرامة الناس “فستكون هدفاً لنا”.
زيارة لدارة الرئاسة الروحية
وصل وفد كبير من حركة رجال الكرامة على رأسه القائد الجديد مزيد خداج إلى دارة الرئاسة الروحية في قنوات بهدف توحيد الصفوف في ظل توجه عام لفصائل السويداء للانضمام إلى الحرس الوطني. وتُعتبر هذه الزيارة جزءاً من الجهود الرامية لتوحيد الفصائل المحلية تحت مظلة واحدة.
موقف الحركة من الحرس الوطني
رحبت حركة “رجال الكرامة” بإنشاء “الحرس الوطني” – التشكيل العسكري الجامع الذي أُعلن عنه السبت الماضي في السويداء. وأصدرت الحركة بياناً رحبت فيه “باندماج الفصائل المحلية ضمن جسم عسكري منظّم”، مؤكدة أن هذا الاندماج “تتطلبه المرحلة الراهنة”.
تحفظات على الانضمام المباشر
رغم الترحيب، أوضح مصدر خاص من حركة رجال الكرامة أن الحركة لم تنضم فعلياً للحرس الوطني، مضيفاً أن “لا مشكلة للحركة بالتنسيق مع هذه التشكيلات، لكن لا توجد نية بالانضمام إليها”. وأشارت التقارير إلى أن الحركة من أبرز المتحفظين على الانضمام المباشر للحرس الوطني.
أهمية حركة رجال الكرامة
تُعتبر “حركة رجال الكرامة” أكبر وأبرز الفصائل المحلية المسلحة في محافظة السويداء. تأسست عام 2013 على يد الشيخ وحيد البلعوس، وتضم وفقاً للتقديرات أكثر من خمسة آلاف مقاتل. وقد أعلنت أهدافها بوضوح وهي “حماية السويداء وأبنائها من جميع التهديدات والمخاطر”.
السياق الأمني في السويداء
يأتي هذا التطور وسط أوضاع أمنية معقدة في محافظة السويداء، التي شهدت اشتباكات دموية في يوليو 2025 أسفرت عن مقتل أكثر من 800 شخص وإصابة 900 آخرين. وقد أدت هذه الأحداث إلى نزوح نحو 176 ألف شخص وفقاً لبيانات الأمم المتحدة.
التحديات المستقبلية
تواجه المحافظة تحديات عديدة في ظل الفراغ المؤسسي وتعدد المرجعيات. فقد أنشأ الشيخ حكمت الهجري في يوليو “لجنة قانونية عليا” تعمل كسلطة فعلية في المحافظة رغم عدم اعتراف دمشق بها. كما تتنافس عدة قيادات على النفوذ في المحافظة، بما في ذلك مشايخ العقل الثلاثة: حكمت الهجري، ويوسف الجربوع، وحمود الحناوي.
التأكيد على الثوابت
اختتمت حركة “رجال الكرامة” بيانها بالتأكيد أنها “باقية على عهدها وثوابتها”، داعية جميع أهالي الجبل “للوقوف وقفة رجل واحد ورص الصفوف لمواجهة المحن”. وهذا التأكيد يعكس التزام الحركة بمبادئها الأساسية في حماية السويداء والحفاظ على استقلالية القرار المحلي.










