أكد العميد إيرج مسجدي، معاون التنسيق في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، أن أي مشروع لنزع سلاح حزب الله اللبناني هو “مخطط أمريكي-إسرائيلي” لن يجد طريقه إلى التنفيذ، مشدداً بقوله إن هذا الأمر “غير قابل للتحقق”.
وأوضح العميد مسجدي في تصريح له اليوم الإثنين 25 أغسطس 2025 أن “سلاح المقاومة هو سلاح الشعب اللبناني للدفاع عن أرضه في مواجهة اعتداءات إسرائيل”، مشدداً على أن “لا الشعب اللبناني ولا حزب الله سيقبلان بهذا الطرح، وبالتالي لن يتحقق أبداً”.
ردود الفعل الإيرانية السابقة
وصف مسجدي مشروع نزع سلاح حزب الله بأنه “مخطط فاشل من قبل أمريكا والنظام الصهيوني”، معتبراً أن “هذا الحلم سيُدفن معهم”. وأكد في حديث لوكالة “تسنيم” الإيرانية أن “قوى المقاومة جاهزة دائماً، وكذلك الجمهورية الإسلامية الإيرانية لأي سيناريو محتمل”.
تقييم إيراني للوضع بعد الحرب الأخيرة
أشار القيادي الإيراني إلى أن الحديث عن خلع سلاح المقاومة ليس بجديد، لكن الظروف بعد حرب الـ12 يوماً أظهرت أن “محور المقاومة أكثر قوة وتماسكاً”. وأضاف مسجدي أن “القوات المسلحة الإيرانية بعد الحرب الأخيرة باتت أكثر استعداداً وردعاً، وإذا فكر الأعداء بأي عدوان جديد، فإن ردنا سيكون قوياً وحاسماً”.
وتابع السفير الإيراني السابق لدى العاصمة العراقية بغداد: “قدراتنا العسكرية ارتفعت بشكل ملحوظ، ونحن مستعدون للتصدي لأي تهديد”.
الموقف اللبناني الرسمي من حصرية السلاح
قرار الحكومة اللبنانية
أعلنت الحكومة اللبنانية في وقت سابق البدء بنزع الأسلحة غير الشرعية من بينها سلاح حزب الله اللبناني. وقال رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام في 5 أغسطس الجاري أن مجلس الوزراء فوض الجيش بإعداد خطة لضمان “حصرية السلاح” بيده قبل نهاية العام الحالي 2025.
توضيحات نواف سلام
في رد على تصريحات نعيم قاسم الأمين العام لحزب الله، أكد سلام أن “الكلام عن أننا لن نسلم سلاحنا لإسرائيل… لا أحد يطلب من الشيخ نعيم أن يسلم سلاحه لإسرائيل. بالعكس، لا نرضى أن يسلّم أحد سلاحه لإسرائيل. نحن نريد أن نحمي سلاح المقاومة من الضربات الإسرائيلية”.
وأضاف سلام: “حرام أن يكون هذا السلاح متروكاً في المخازن التي تأتي إسرائيل لضربها. ما نطلبه هو حصرية السلاح في أيدي الدولة. هذا يعني أن يسلم هذا السلاح للدولة اللبنانية ولجيشها الوطني”.
الأسس القانونية للقرار اللبناني
أكد سلام أن موضوع حصرية السلاح بيد الدولة مطروح منذ اتفاق الطائف، مشيراً إلى أن “هذا الاتفاق ينص على بسط سلطة الدولة اللبنانية بقواها الذاتية على كامل أراضيها”. وأوضح أن حصرية السلاح جاءت في خطاب القسم لرئيس الجمهورية، وأن الحكومة أكدت على ضرورة أن تكون الدولة وحدها لها قرار الحرب والسلم.
موقف الخارجية اللبنانية من التدخل الإيراني
ندّدت وزارة الخارجية اللبنانية بتدخل طهران في شؤون لبنان عبر الإصرار على عدم نزع أسلحة حزب الله. وأدانت الوزارة تصريحات وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي التي عبّر فيها عن معارضته لنزع سلاح حزب الله، معتبرةً هذه التصريحات “انتهاكاً لسيادة لبنان ووحدته واستقراره”.
وجاء في بيان الوزارة: “يجب أن تقوم العلاقات بين الدول على أساس الاحترام المتبادل، والمساواة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية”. وأضافت أن “استخدام هذه العلاقات للترويج أو دعم أطراف داخلية تعمل خارج إطار الدولة اللبنانية ومؤسساتها القانونية، أو السعي لإضعاف الدولة، أمر مرفوض تماماً”.
التطبيق العملي لحصرية السلاح
تسليم السلاح الفلسطيني
رحب رئيس الوزراء اللبناني بـانطلاق عملية تسليم السلاح الفلسطيني التي بدأت في مخيم برج البراجنة في بيروت. وكتب سلام على منصة “إكس”: “أرحب بانطلاق عملية تسليم السلاح الفلسطيني التي بدأت اليوم في مخيم برج البراجنة في بيروت، حيث جرى تسليم دفعة أولى من السلاح ووضعها في عهدة الجيش اللبناني”.
الموقف من التهديدات
رد سلام على تهديدات حزب الله بالحرب الأهلية بالقول: “لا أحد من اللبنانيين يريد اليوم أن يرجع إلى الحرب الأهلية”، واصفاً “التهديد المبطن أو المباشر بحرب أهلية” بأنه “حرام”. وأكد أن “التهديد أو التخويف بالحرب الأهلية أعتقد أنه حرام. لا أحد من اللبنانيين يريد اليوم أن يرجع للحرب الأهلية”.
يأتي هذا التصعيد الإيراني في ظل ضغوط إقليمية ودولية متزايدة على حزب الله لنزع سلاحه، وسط تمسك الحكومة اللبنانية بقرارها تطبيق مبدأ حصرية السلاح بيد القوات الشرعية للدولة قبل نهاية عام 2025.










