في خطوة مهمة تعكس عمق العلاقات المصرية-الصومالية، رحبت وزارة الدفاع الصومالية بانتشار القوات المصرية ضمن بعثة الاتحاد الأفريقي لدعم الاستقرار في الصومال (AUSSOM)، بعد إتمام البرنامج التدريبي الأول لوحدات القوات المسلحة المصرية المخصصة للمشاركة في هذه المهمة الحيوية.
الترحيب الرسمي والتأكيد على الشراكة
بيان وزارة الدفاع الصومالية
أشادت وزارة الدفاع الصومالية بـإتمام المشروع التدريبي الأول وأكدت أنه “يؤكد التزام مصر بدعم أمن الصومال وتعزيز قدرات الجيش الوطني الصومالي”. ووصفت الوزارة هذا التطور بأنه “خطوة مهمة في تعزيز التعاون الأمني بين البلدين وتقدم انتقال الصومال نحو تحمل المسؤولية الكاملة عن أمنه”.
الموافقة الرسمية من الاتحاد الأفريقي
حصلت مشاركة القوات المصرية على موافقة مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي (AUPSC)، مما يؤكد الطابع الرسمي والقانوني لهذه المشاركة في إطار الجهود الإقليمية لتحقيق الاستقرار.
السياق الجيوسياسي: التوترات مع إثيوبيا
مذكرة التفاهم المثيرة للجدل
يأتي انخراط مصر كدولة مساهمة بقوات في ظل التوترات الدبلوماسية الحادة بين الصومال وإثيوبيا، والتي اندلعت بسبب مذكرة التفاهم التي وقعتها إثيوبيا مع أرض الصومال في يناير 2024.
تفاصيل مذكرة التفاهم
وفقاً لمضمون المذكرة، تحصل إثيوبيا على:
استئجار 20 كيلومتراً من الخط الساحلي في إقليم أودال لمدة 50 عاماً
إنشاء قاعدة عسكرية بحرية على ساحل خليج عدن
منفذ بحري تجاري يحررها من وضعها كدولة حبيسة
في المقابل تعرض إثيوبيا:
النظر في الاعتراف بإقليم أرض الصومال كدولة (مما يجعلها أول دولة تفعل ذلك)
حصة في الخطوط الجوية الإثيوبية
الرفض الصومالي القاطع
اعتبرت الحكومة الصومالية الفيدرالية هذه المذكرة:
انتهاكاً لسيادة الصومال وسلامة أراضيه
عملاً عدوانياً ينتهك القانون الدولي
تدخلاً في الشؤون الداخلية للصومال
مذكرة باطلة وغير قانونية لأنها أُبرمت مع إقليم محلي دون موافقة الحكومة الاتحادية
التزام مصر بالاستقرار الإقليمي
أكد الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء المصري، في قمة الدول المساهمة ببعثة الاتحاد الأفريقي في أغسطس 2025، أن “بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال تُمثل اختباراً حاسماً لعزيمتنا الجماعية”.
الموقف المصري من التحديات
شدد مدبولي على أن عدم اليقين وعدم الوضوح من قبل المجتمع الدولي طوال عام 2024 سمح لحركة الشباب باستعادة قوتها، مؤكداً أن إنشاء بعثة AUSSOM يُتيح فرصة للمجتمع الدولي لإعادة تركيز جهوده.
تسريع عملية الانتشار
وفقاً لمصادر دبلوماسية، طلب الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال زيارته للقاهرة في أغسطس 2025 تسريع عملية انتشار القوات المصرية.
الاتفاق العسكري الثنائي
في أغسطس 2024، وقع الصومال ومصر اتفاقاً عسكرياً ثنائياً يسمح لمصر بـ:
إرسال قوات إلى الصومال بشكل مستقل عن بعثة الاتحاد الأفريقي
تزويد الأسلحة والمعدات العسكرية لمقديشو
إحلال القوات
من المتوقع أن تحل القوات المصرية محل القوات البوروندية التي حصلت على تمديد لستة أشهر للبقاء في الصومال حتى وصول القوات البديلة.
التحديات الأمنية المستمرة
تهديد حركة الشباب
تواصل حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة تشكيل التهديد الأكبر للأمن في الصومال، حيث:
تصاعدت عملياتها منذ 15 عاماً
تستغل الفجوات الأمنية لاستعادة مواقع فقدتها
تهدد المكاسب التي حققها الجيش الصومالي في 2022-2023
تنظيم داعش
بالإضافة لحركة الشباب، تواجه القوات الصومالية تهديداً من فروع تنظيم داعش النشطة في أجزاء من البلاد.










