في تطور لافت للتعاون العسكري بين السودان والصومال، رصدت طائرة داسو فالكون 900 تابعة للحكومة السودانية (رقم التسجيل: ST-PSA) يوم الثلاثاء، أثناء هبوطها في مطار عدنان عدي الدولي بالعاصمة الصومالية مقديشو.
وأفادت مصادر ملاحية أن الطائرة أقلعت في البداية من مدينة بورتسودان، وقضت عدة ساعات على أرض المطار قبل أن تعود إلى السودان.
مهمة تدريب عسكري غير معلنة
وبحسب المعلومات المتوفرة، فإن الرحلة جاءت في سياق مهمة تدريب عسكري يشرف عليها مدربون سودانيون في جنوب الصومال.
ووفقا لمصادر مطلعة، نفذ المدربون تدريبات ميدانية لنحو 1000 جندي صومالي، تم دمجهم رسميا ضمن وحدات الجيش الوطني الصومالي، في إطار جهود إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية في البلاد.
ورغم وضوح مؤشرات التعاون على الأرض، لم تعلن حتى الآن تفاصيل البرنامج التدريبي أو مدته أو طبيعته، ما يضفي على هذه الخطوة طابعا من الغموض، خاصة في ظل تصاعد التنافس الإقليمي على النفوذ داخل الصومال.
تحولات استراتيجية في القرن الإفريقي
تأتي هذه التطورات في وقت يشهد فيه القرن الإفريقي تحركات عسكرية ودبلوماسية نشطة من قبل عدد من الدول، وسط صراع جيوسياسي متزايد للسيطرة على مفاتيح الأمن والاقتصاد في المنطقة.
وتضاف مشاركة السودان إلى مشهد يتسم بوجود قواعد أو قوات عسكرية متعددة الجنسيات، من بينها تركيا، الإمارات، وإثيوبيا، فضلا عن الاهتمام المصري المتزايد مؤخرا بالصومال.
ويشار إلى أنه لا توجد حاليا رحلات جوية تجارية مباشرة بين السودان والصومال، ما يعكس الطبيعة غير الاعتيادية للرحلة وربما الحساسة لطبيعة المهمة.
مؤشرات على تعاون أمني متنام
من المحتمل أن تعكس هذه الخطوة بداية شراكة أمنية متصاعدة بين الخرطوم ومقديشو، خاصة في ظل الأوضاع الأمنية الهشة في العديد من مناطق الجنوب الصومالي، حيث تنشط جماعات مسلحة مثل “حركة الشباب”. ويتوقع أن تثير هذه الخطوة اهتمام اللاعبين الإقليميين الآخرين، لا سيما في ظل التحركات الإثيوبية المتزايدة في الداخل الصومالي.










