ضرب زلزال بقوة 6 درجات على مقياس ريختر منطقة بحر قزوين يوم الاثنين 26 أغسطس 2025، وفقاً لمركز الرصد الزلزالي الجمهوري في أذربيجان. سُجلت الهزة الأرضية في الساعة 11:10 بالتوقيت المحلي على عمق 48 كيلومتراً، مما جعلها واحدة من أقوى الزلازل المسجلة في المنطقة خلال العقد الماضي.
هذا الحدث الجيولوجي المهم يُعيد تسليط الضوء على النشاط الزلزالي المتزايد في منطقة بحر قزوين، التي تُعتبر من أكبر مناطق إنتاج النفط والغاز في العالم.
تفاعل الخبراء الدوليين مع الحدث
يُؤكد البروفيسور جان بول مونتانييه، الأستاذ الفخري لعلم الزلازل في جامعة باريس-سيتيه ومعهد فيزياء الأرض، أن “مثل هذه الزلازل تُطلق كميات هائلة من الطاقة الزلزالية التي تنتشر على شكل موجات زلزالية يمكنها السفر عبر مئات الكيلومترات”.
وفقاً للدراسات العلمية الحديثة، فإن زلزالاً بقوة 6 درجات يُطلق طاقة أكبر بحوالي 1000 مرة من زلزال بقوة 4 درجات. هذا التفسير العلمي يُساعد في فهم القوة التدميرية المحتملة للهزة الأخيرة.
المنطقة الجيولوجية المعقدة
يقع بحر قزوين في منطقة جيولوجية معقدة حيث تتفاعل عدة صفائح تكتونية. يُوضح الدكتور مارك كلياتشكو من التحالف الإقليمي لتحليل الكوارث والحد منها أن “المنطقة تضم عدة خطوط صدع نشطة منها صدع أغراخان-كراسنوفودسك وصدع سانغاتشال-أوغورتشي”.
الدراسات الحديثة تُشير إلى أن “مستوى النشاط الزلزالي في مناطق معينة من بحر قزوين قد ارتفع في السنوات الأخيرة، وكمية الطاقة الزلزالية المنبعثة في وسط بحر قزوين زادت بعشرات المرات”.
تأثيرات على صناعة النفط والغاز
المنطقة المتأثرة تُعتبر موطناً لأكثر من 80 حقل نفط وغاز. هذا الزلزال يُثير مخاوف حول سلامة المنشآت البترولية البحرية، خاصة بعد حوادث سابقة في عام 2016 عندما تم إجلاء عمال من منصة غوناشلي النفطية في أذربيجان بسبب زلزال مماثل.
الدكتور سيرغي ميرونيوك من جامعة موسكو الحكومية يُؤكد أن “ضمان التشغيل الآمن لمرافق إنتاج ونقل النفط البحرية يتطلب دراسة المخاطر الزلزالية في تصميمها”. هذه التصريحات تُظهر الحاجة الملحة لتعزيز معايير السلامة الزلزالية في المنطقة.
الاستعدادات والإجراءات الوقائية
في سياق التأهب للكوارث، كشفت حكومة داغستان مؤخراً عن استراتيجية جديدة لتطوير خدمات الطوارئ الطبية، مع التركيز على تحسين الوصول للمناطق النائية. هذه الاستراتيجية تهدف لتكون جاهزة حتى عام 2030 وتشمل استخدام الطيران المدني لتقديم الدعم التشغيلي السريع أثناء حالات الطوارئ.
يُشير الدكتور ش. ج. علييف، نائب رئيس الإدارة العامة لوزارة الطوارئ في جمهورية داغستان، إلى “الجهود الحالية لتركيب أنظمة مراقبة المخاطر التي تتبع حالة المرافق ونشر أنظمة الإنذار المبكر والمعلومات العامة”.
النظام العالمي للمراقبة والإنذار
وفقاً لنظام التنسيق العالمي والتقييم للكوارث، تم تصنيف الزلزال كـ “تنبيه أخضر عام” مما يُشير إلى تأثير إنساني منخفض محتمل. ومع ذلك، الخبراء يُؤكدون على ضرورة المتابعة المستمرة للنشاط الزلزالي في المنطقة.










