هوشنك أوسي يكتب الجولاني والمكونات السورية
كأنه تلقى تدريبه على أيدي الـ موساد، CIA، KGB، MI6…! خبيث، ليئم، ألعوبان، وقاتل مأجور. لا تستهينوا به. حاول بث الشقاق والفرقة بين الدروز، على صعيد الطبقة الدينية ومشيخة العقل، وسعى إلى بث الخلاف بين شيوخ العقل، وتأليب الحناوي والجربوع على الهجري، وتجريد الأخير وشيطنته وتحميله مسؤولية الجرائم التي يرتكبها عصابات الجولاني ضد الدروز. لفترة وجيزة، حقق الجولاني بعض الخطوات، وتسرب بل تعزز انطباع لدى بعض الدروز أن الشيخ حكمت الهجري متهور، عنيد، متزمت، مستبد برأيه…، تسرب هذا الانطباع الزائف والمغرض والمضلل والمشبوه والجولاني المنشأ إلى البعض من دروز لبنان أيضا، عبر وليد بك جنبلاط.
إلى درجة أن أي شخص يرمي الهجري بحجرة، كان إعلام الجولاني يستضيفه ويفتح له الهواء، ويجري معه الحوارات. وكذا فعلت قناتي العربية والجزيرة… لشد أزر نظام الجولاني ضد الدروز وحكمت الهجري.
كذلك نجحت سياسة “فرق تسد”، إلى حد ما، بين نخب الدروز الثقافية والإعلامية… واستخدم الجولاني “احمد الشرع” هراوته الضاربة “فيصل القاسم” ضد ماهر شرف الدين، وكريستين شاهين وآخرين.
وبعد ارتكاب المذابح الداعشية في السويداء وقراها، بتخطيط وأمر من الجولاني وزمرته الفاشية، وافتضاح تلك المجازر البشعة، الدم الدرزي المسفوك بسواطير وسكاكين ورصاص الجولاني…، وحد الدروز في خندق واحد. الآن، مشيخة العقل في السويداء، على قلب رجل واحد. النخب العسكرية والسياسية والثقافية…، على كلمة وطنية واحدة.
بفشل الجولاني في مساعي الشيطنة والتخوين، وسياسات “فرق تسد” ضد الدروز، سيتجه لفعل ذلك ضد الكرد. والكرد آذانهم طرية، سرعان ما يطربها الكلام المعسول. سيطلق الجولاني بضع عبارات توحي أنه يود الخير للكرد وأنه مع حقوقهم، من دون اتخاذ اجراءات عملية دستورية واضحة، ومن دون إخراس أبواقه الإعلامية التي تشيطن الكرد وتخونهم وتستهدف الكرد في شخص “قسد” وقائدها مظلوم عبدي.
أيها الكرد الأعزاء، سياسة “فرق تسد” سيتبعها الجولاني بكم ضدكم. سيحاول بث الشقاق في قسد، وبث الشقاق بين المجلس الوطني الكردي وقسد، وبث الشقاق بين مكونات المجلس الوطني الكردي. الجولاني بحاجة إلى شخصيات هامة وقيادات معروفة وحقيقية، ولا يحتاج إلى خدمات (الدكتورة) المزيفة فاتن رمضان، وعبدالعزيز تمو، وجقماقه: رديف مصطفى. الجولاني بحاجة إلى أسماء لها وزنها وتاريخها كي يستميلها بهدف استخدامها في التفرقة والشقاق والخلاف بين الكرد في سوريا.
في الأيام القادمة، سنشهد تصريحات غريبة عجيبة تصدر من قيادات كردية، تمدح الجولاني بشكل مجاني. لا تستبعدوا أو تستغربوا ذلك. هذا عرض من أعراض سياسة “فرق تسد” التي بدأ الجولاني تطبيقها بين الكرد.
سعى الجولاني إلى نسف أي شكل من أشكال التواصل والتحالف والتلاقي والتحاور…، بين الكرد والدروز والعلويين والمسيحيين… وشيطن هكذا تواصل، وأطلق عليه “حلف الأقليات”، “تحالف المتضررين من سقوط نظام الأسد”. الجولاني دجال بعثي أسدي كبير، فعل ما فعله حافظ الأسد، حين أخاف مكونات الشعب السوري بعضها من بعض. فحذاري من تصديق الجولاني، من دون ضمانات وإصلاحات جادة، ومن دون رعاية إقليمية ودولية داعمة لحقوق المكونات في سوريا.










