التقى الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، اليوم الأربعاء، وفدا أمنيا سودانيا رفيع المستوى برئاسة المدير العام لجهاز المخابرات العامة السوداني، الفريق أول أحمد إبراهيم علي مفضل، في القصر الرئاسي بالعاصمة مقديشو، في زيارة رسمية تحمل مؤشرات قوية على تنامي التنسيق الأمني بين البلدين.
وخلال اللقاء، سلم اللواء مفضل رسالة خطية من رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، عبرت عن التزام الخرطوم بتعزيز العلاقات الثنائية، لاسيما في المجالات الأمنية والاستخباراتية، في ظل التحديات المشتركة التي تواجهها منطقة القرن الأفريقي.
تعاون استخباراتي وتنسيق أمني
وشهد اللقاء حضور المدير العام لجهاز المخابرات والأمن الوطني الصومالي، مهد محمد صلاد، الذي ناقش مع نظيره السوداني آفاق توسيع التعاون بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب، ومواجهة التهديدات الإقليمية، وتبادل المعلومات الاستخباراتية.
ويأتي هذا التحرك في سياق إقليمي محتدم، يتسم بتصاعد التنافس بين القوى الدولية والإقليمية على النفوذ في الصومال، الذي يشكل بوابة استراتيجية للمحيط الهندي وخليج عدن.
طائرة حكومية سودانية ترصد في مطار مقديشو
وبحسب بيانات ملاحية موثوقة، تم رصد طائرة حكومية سودانية من طراز “داسو فالكون 900” (رقم التسجيل ST-PSA) في مطار عدنان عدي الدولي بمقديشو، يوم الثلاثاء، بعد إقلاعها من مدينة بورتسودان.
وأفادت مصادر أن الطائرة قضت عدة ساعات على أرض المطار قبل أن تعود إلى السودان، في تحرك غير معتاد، خاصة في ظل غياب رحلات جوية تجارية مباشرة بين البلدين، مما يسلط الضوء على خصوصية المهمة وحساسيتها.
تدريبات عسكرية غير معلنة جنوب الصومال
وكشفت مصادر أمنية مطلعة أن الزيارة تتزامن مع مهمة تدريب عسكري غير معلنة يشرف عليها ضباط سودانيون في جنوب الصومال، حيث شاركوا في تدريب ميداني مكثف لنحو 1000 جندي صومالي تم دمجهم مؤخرا ضمن تشكيلات الجيش الوطني الصومالي.
ورغم وضوح مؤشرات التعاون العسكري على الأرض، لم تفصح أي جهة رسمية عن تفاصيل البرنامج التدريبي أو مدته أو أهدافه المباشرة، ما يضيف عنصرا من الغموض على التحرك السوداني، خاصة في ظل تشابك الملفات الأمنية والسياسية في المنطقة.
السودان يدخل على خط التنافس الإقليمي في الصومال
وتأتي هذه التحركات في وقت يزداد فيه زخم التنافس الإقليمي والدولي على الصومال، في ظل وجود قواعد وقوات عسكرية لدول مثل تركيا، الإمارات، وإثيوبيا، إضافة إلى التوجه المصري المتصاعد نحو الانخراط في الملف الصومالي.
ويرى مراقبون أن السودان يحاول تعزيز حضوره الإقليمي عبر بوابة التعاون الأمني والعسكري مع مقديشو، في خطوة قد تعكس تحولا استراتيجيا في سياسته الخارجية وسط التحديات الداخلية المستمرة.










