أعربت الرئاسة الفلسطينية عن أسفها واستغرابها الشديدين إزاء القرار الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية، والقاضي بعدم منح تأشيرات دخول لأعضاء الوفد الفلسطيني المشارك في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة المقررة في سبتمبر/أيلول المقبل.
وأكدت الرئاسة في بيان رسمي أن هذا القرار “يتعارض بشكل صريح مع القانون الدولي واتفاقية المقر”، في إشارة إلى الاتفاق المبرم بين الأمم المتحدة والولايات المتحدة والذي يلزم الأخيرة بالسماح لممثلي الدول الأعضاء والمراقبين بالحضور إلى مقر المنظمة في نيويورك.
وشدد البيان على أن دولة فلسطين عضو مراقب في الأمم المتحدة، ومن غير المقبول منع وفدها من المشاركة في الفعاليات الرسمية للمنظمة، داعيا الإدارة الأمريكية إلى إعادة النظر والتراجع عن القرار.
قرار أمريكي رسمي قبل أسابيع من انعقاد الجمعية
وكانت الخارجية الأمريكية قد أعلنت الجمعة أن وزير الخارجية ماركو روبيو أصدر تعليمات برفض جميع طلبات التأشيرة المقدمة من مسؤولين في السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية، وإلغاء التأشيرات الممنوحة سابقا والتي صدرت قبل 31 يوليو/تموز.
وجاء في بيان الخارجية أن القرار يأتي “ضمن مراجعة للسياسات تجاه الجهات التي لا تلتزم بخارطة الطريق للسلام”، من دون تقديم تفاصيل إضافية.
وتعني هذه الخطوة أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي دأب على المشاركة السنوية في أعمال الجمعية العامة منذ سنوات، لن يتمكن على الأرجح من السفر إلى نيويورك هذا العام لإلقاء خطابه المعتاد أمام المجتمع الدولي.
🇺🇸🇮🇱 ترحيب إسرائيلي بالقرار
في المقابل، رحب وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر بالقرار الأمريكي، واصفا إياه بأنه “خطوة جريئة”، وقدم الشكر للرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإدارته على ما وصفه بـ”الوقوف الصادق إلى جانب إسرائيل في المحافل الدولية”.
وتزامن هذا القرار مع تصاعد التوتر الدبلوماسي بعد إعلان فرنسا نيتها الاعتراف رسميا بدولة فلسطين خلال أعمال الجمعية العامة المقبلة، وهي خطوة تعارضها بشدة كل من إسرائيل والولايات المتحدة.
رد فلسطيني في الأمم المتحدة
وفي أول رد دبلوماسي مباشر، قال المندوب الفلسطيني الدائم لدى الأمم المتحدة إن البعثة الفلسطينية “تدرس الرد على هذه القيود”، مضيفا أن “منع الوفد الفلسطيني من دخول مقر الأمم المتحدة يعد سابقة خطيرة في العمل الدبلوماسي الدولي”.
وأشار إلى أن البعثة ستقوم بالتنسيق مع أعضاء الجمعية العامة لتحديد ما إذا كانت هناك مخالفات قانونية لاتفاقية المقر الموقعة بين الولايات المتحدة والأمم المتحدة.
خلفية: الجمعية العامة للأمم المتحدة 2025
من المقرر أن تعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة دورتها السنوية الـ80 في نيويورك، بين 23 و27 سبتمبر/أيلول 2025، بمشاركة رؤساء دول وحكومات ووفود من أكثر من 190 دولة.
وينتظر أن تشهد الدورة الحالية نقاشات حادة حول القضية الفلسطينية، خصوصا في ظل توجه بعض الدول الأوروبية لاتخاذ مواقف أكثر استقلالا في ملف الاعتراف بالدولة الفلسطينية.










