أعلنت مصادر إسرائيلية موثوقة لشبكة سي إن إن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يدرس حالياً مجموعة من التدابير الاستراتيجية المتعلقة بالضفة الغربية، تتراوح بين الضم الكامل أو الضم الجزئي لمستوطنات محددة. وتأتي هذه التطورات في إطار التصعيد المستمر في المنطقة والتوترات السياسية المتزايدة.
خيارات الضم تثير مخاوف إقليمية ودولية
تشير المصادر العسكرية والسياسية إلى أن الخيارات المطروحة أمام الحكومة الإسرائيلية تنقسم إلى ثلاثة مسارات رئيسية. الخيار الأول يتضمن الضم الكامل للضفة الغربية، بينما يركز الخيار الثاني على الضم الجزئي للمستوطنات الإسرائيلية وطرق الوصول إليها التي تشكل نحو 10% من مساحة الضفة الغربية. أما الخيار الثالث فيشمل ضم المستوطنات وطرق الوصول إضافة إلى غور الأردن، أي ما يقرب من 30% من مساحة الضفة الغربية برمتها.
وكانت الولايات المتحدة قد عرقلت مخططات ضم مماثلة خلال فترة الرئاسة الأولى لدونالد ترامب في عامي 2020 و2021، حيث منعت نتنياهو مرتين من تنفيذ خطط الضم. وفي هذا الصدد، قال ترامب في مقابلة أجريت معه في أبريل 2021: “لقد غضبت وتوقفت عن ذلك لأن الأمر كان مبالغاً فيه حقاً”.
تطورات عسكرية وسياسية مترابطة
في سياق متصل، أعلن نتنياهو في بيان صادر عن مكتبه بعد الاجتماع الأسبوعي للحكومة أن الجيش الإسرائيلي، بالتعاون مع جهاز الأمن الداخلي (الشاباك)، استهدف أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس في غزة.
وقال نتنياهو: “الجيش الإسرائيلي استهدف المتحدث باسم كتائب القسام، وننتظر نتائج الهجوم”. وأضاف: “ربما لا يوجد في حماس حالياً من يعلن عن مقتل أبو عبيدة”، مشيراً إلى عدم صدور أي تعقيب من الحركة حتى الآن.
الموقف الدولي والتحديات القانونية
يعارض معظم المجتمع الدولي أي محاولات لضم أراضي الضفة الغربية، حيث ينظر إليها باعتبارها أراضي محتلة ويعتبر أي ضم إسرائيلي غير قانوني وتحريضي. وقد أعلنت دول عديدة منها أستراليا وكندا وفرنسا والمملكة المتحدة نيتها الاعتراف بدولة فلسطين خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في أواخر سبتمبر، لتنضم إلى ما يقرب من 150 دولة فعلت ذلك بالفعل.
التداعيات على العملية السياسية
تثير التوجهات الإسرائيلية الجديدة مخاوف جدية من تصعيد سياسي وأمني في المنطقة، خاصة في حال اتخذت الحكومة الإسرائيلية خطوات عملية في هذا الاتجاه. ويرى خبراء في الشؤون الإسرائيلية أن هذه الخطوات قد تهدف إلى “دفن فكرة الدولة الفلسطينية” بشكل نهائي.
من ناحية أخرى، يواصل المجتمع الدولي مراقبة التطورات عن كثب، حيث تتزايد الضغوط على إسرائيل لوقف أي خطوات أحادية الجانب قد تقوض احتمالات السلام في المنطقة.
الوضع الميداني في غزة
وفي سياق التطورات العسكرية، أكد نتنياهو أن “قرار احتلال مدينة غزة صدر والجيش ينفذه”، مشيراً إلى أن المستوى السياسي اتخذ القرار وأن الخطة يعمل عليها الآن المستوى العسكري.
كما تطرق نتنياهو إلى الوضع في اليمن، معلناً أنه أمر الجيش بمهاجمة ما وصفه بـ”حكومة الإرهاب في اليمن”، وقال إن الغارات الإسرائيلية استهدفت عدداً من المسؤولين، مؤكداً أن “ضربة الخميس في صنعاء ليست سوى البداية”.









