كشفت مصادر سورية لموقع المنشر الإخباري أن سلطة أحمد الشرع تشنّ منذ 2020 وحتى اليوم حملةً أمنية مستمرة تستهدف المقاتلين الأجانب، سواء المنضمين لتنظيم “داعش” أو الناشطين ضمن فصائل جهادية أخرى، وذلك من خلال اعتقالاتِ قياداتٍ وعناصر ميدانية متعددة الجنسيات،في مؤشر على تصلعد حرب النفوذ بين حلفاء الأمس من التيارات الجهادية.
اعتقالات قادة أوزبك وعناصر “داع ”
– في حزيران/يونيو 2025، اعتقلت الأجهزة الأمنية التابعة لسلطة الشرع المدرب العسكري أيوب “أبو دجانة” الأوزبكي، عبر “قيادة الأمن العام” في محافظة إدلب واقتادته إلى جهةٍ مجهولة.
– في أواخر آب/أغسطس 2025، داهمت الهيئة منزلَ إسلام الأوزبكي في حيّ القصور بمدينة إدلب واعتقلته أيضاً، بعد أن تواصلت معلومات تفيد بوجوده هناك.
– في 3 سبتمبر 2025، أعلنت “قيادة الأمن الداخلي” في إدلب عن تفكيك خليةٍ تابعة لتنظيم “داعش ” واعتقال جميع عناصرها (من بينهم ثلاث جنسيات عراقية وأوزبكية)، بعد عملية نوعية بمنطقة حارم غرب المحافظة.
استهداف خلايا وعناصر تنظيمية متعددة الجنسيات
– أواخر 2022، كشفت تقارير عن قيام “الخدمة العامة للأمن” التابعة للهيئة بتنفيذ أكثر من 20 مداهمة ضد خلايا “داعش” في ريف إدلب، أسفرت عن اعتقال عدد من الأوزبكيين ضمن تلك الخلايا.
– منذ 2020، اعتقلت الهيئة شخصيات بارزة في “كتائب التوحيد والجهاد” الأوزبكية المرتبطة بالقاعدة، من بينهم مؤسسها أبو صالح الأوزبكي وأبو مالك التلي، ما أدّى إلى اشتباكات عنيفة مع غرفة “فاثبتوا” المنشقّة عن “الهيئة”.
دوافع الحملة ونتائجها
تهدف “سلطةُ الشرع” من هذه الحملة إلى توطيد سيطرتها على الوضع في سوريا بفرض هيبة الأجهزة الأمنية ومنع ظهور أي قوة موازية، خاصة المنضوية تحت راية القاعدة أو داعش.
وكذلك تصفية الحسابات مع الجماعات الأجنبية التي رفضت خضوعها لقيادة “أحمد الشرع ” بعد سيطرته على السلطة في دمشق.
وأخيرا إظهار سلطة الشرع تطبيق التفاهمات مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعدم تصعيد المقاتلين الأجانب إلى السلطة في دمشق.
تقييم مسار “الحرب ضد الأجانب”
رغم إضعاف بعض خلايا “داعش” وملاحقة قادة أوزبك، تستمر الفصائل المتشددة في المحافظة على تواجدٍ محدود بمناطق ريف إدلب الشرقي والقرب من الحدود التركية. وبالتالي، فالحملة الأمنية لسلطة الشرع تمثل معركةً مستمرةً لتثبيت هيمنتها، وليس حرباً حاسمةً تحصيليّةً ضد المقاتلين الأجانب.
على ضوء ما سبق، يمكن القول إن “سلطةُ الشرع” تقود حملةً أمنية منظمة ضد المقاتلين الأجانب في شمال غربي سوريا، مستهدفةً خصوصاً عناصر تنظيم داعش والجماعات الأوزبكية المرتبطة بالقاعدة، عبر اعتقالات نوعية ومداهمات للأوكار. ومع ذلك، يظلُّ المقاتلون الخارجيون يشكّلون عنصراً فاعلاً على الرغم من حملات القمع والاعتقال.










