أعلنت منظمة “إيمرجنسي” الإيطالية غير الحكومية انضمام سفينة الإنقاذ “لايف سبورت” التي يبلغ طولها 51 متراً إلى أسطول الصمود العالمي المتجه لكسر الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة. وأوضحت المنظمة أن السفينة، التي تُستخدم عادة في عمليات إنقاذ المهاجرين في البحر الأبيض المتوسط، ستقدم الدعم الطبي واللوجستي للقافلة الإنسانية.
خلفية حول سفينة “لايف سبورت”
تعد سفينة “لايف سبورت” إحدى أبرز سفن الإنقاذ العاملة في البحر المتوسط، حيث بدأت عملياتها في ديسمبر 2022 تحت إدارة منظمة “إيمرجنسي” الإيطالية. السفينة المحولة من سفينة دعم بحرية نرويجية تتسع لـ 175 شخصاً من المُنقذين بالإضافة إلى طاقم مكون من 28 فرداً يضم أطباء وممرضين ووسطاء ثقافيين.
منذ انطلاق مهامها، نجحت السفينة في إنقاذ أكثر من 2,783 شخصاً في 31 مهمة مختلفة، وقد شاركت في عمليات إنقاذ معقدة شملت إنقاذ 142 شخصاً في مهمتها الأولى.
التطورات الأخيرة في أسطول الصمود
ينضم قرار إرسال “لايف سبورت” إلى سلسلة من التطورات المهمة في أسطول الصمود العالمي الذي انطلق من عدة موانئ أوروبية. انطلقت حوالي 20 سفينة من ميناء برشلونة الإسبانية، تلتها مجموعة أخرى من ميناء جنوة الإيطالي. من المتوقع أن يلتقي الأسطول مع سفن أخرى تنطلق من تونس الأحد المقبل قبل متابعة الرحلة نحو غزة.
يشارك في الأسطول مئات الناشطين من 44 دولة، بما في ذلك شخصيات بارزة مثل الناشطة السويدية جريتا ثونبرغ، والممثل الأيرلندي ليام كنينغهام، ومانديلا مانديلا حفيد الزعيم الجنوب أفريقي نيلسون مانديلا.
دور منظمة “إيمرجنسي” والدعم الإنساني
وصفت منظمة “إيمرجنسي” ما يحدث في غزة بأنه “غير مقبول”، مؤكدة أن السفينة ستنطلق من كاتانيا مع السفن الأخرى التابعة للوفد الإيطالي. وقالت المنظمة في بيانها: “بينما عجزت حكوماتنا عن اتخاذ تدابير لوقف وضع يتدهور يوماً بعد يوم، لا يستسلم المواطنون للوقوف والمشاهدة”.
تحمل السفن أكثر من 300 طن من المساعدات الإنسانية التي جُمعت من مختلف أنحاء إيطاليا، بما يشمل الغذاء والأدوية والمستلزمات الطبية. ويهدف منظمو الأسطول إلى فتح ممر إنساني بحري نحو غزة ووضع حد للإبادة الجماعية المستمرة ضد الفلسطينيين.
التحديات والمخاطر المحتملة
يواجه أسطول الصمود تهديدات إسرائيلية مستمرة، حيث طالب الأسطول الحكومة الإسبانية وأوروبا بالحماية وفقاً للقانون الدولي. كما أفاد مراسلو الجزيرة برصد طائرات مسيّرة مجهولة المصدر تحوم فوق السفن في المياه الدولية، مما دفع إلى إعلان حالة طوارئ بحدها الأدنى.
سبق أن تعرضت سفن مماثلة لهجمات إسرائيلية، منها سفينة “مادلين” في يونيو و”حنظلة” في يوليو، حيث تم اعتراضها واعتقال الناشطين على متنها.
الخاتمة: رسالة التضامن الدولي
تمثل مشاركة سفينة “لايف سبورت” في أسطول الصمود رسالة قوية من المجتمع المدني الأوروبي، خاصة من منظمة متخصصة في الإنقاذ الإنساني. هذه الخطوة تؤكد على التزام النشطاء الدوليين بكسر الحصار الإسرائيلي ودعم الشعب الفلسطيني في غزة، رغم المخاطر والتهديدات المحتملة.
من المتوقع أن تصل القافلة إلى شواطئ غزة في منتصف سبتمبر، حاملة معها ليس فقط المساعدات المادية، بل أيضاً رسالة تضامن إنساني قوية من العالم أجمع.










