أعلنت دولة تشاد قرارها إغلاق سفارتها في إسرائيل لأسباب مالية، وذلك وفقًا لمذكرة دبلوماسية اطلع عليها موقع “تشاد إنفوس” المحلي في سبتمبر 2025. هذا القرار يأتي بعد عامين فقط من افتتاح السفارة في فبراير 2023، مما يمثل نكسة جديدة للجهود الإسرائيلية لتوسيع نفوذها في أفريقيا.
وفقًا للمذكرة الدبلوماسية، ستستمر العلاقات الثنائية بين البلدين عبر السفارة التشادية في أبوظبي، مما يشير إلى أن القرار يهدف إلى تقليل التكاليف التشغيلية بدلاً من قطع العلاقات الدبلوماسية تمامًا.
خلفية العلاقات التشادية-الإسرائيلية: مسار متقلب
تمتد جذور العلاقات بين تشاد وإسرائيل إلى عام 1960 عندما اعترفت إسرائيل بتشاد فور إعلانها الاستقلال عن فرنسا. وفي عام 1962، فتحت إسرائيل سفارة لها في نجامينا (فورت لامي آنذاك).
القطيعة الطويلة (1972-2019):
انقطعت العلاقات بين الحليفين السابقين في 28 نوفمبر 1972 تحت ضغط من الدول الإسلامية الأفريقية، حيث كانت تشاد الدولة الثانية من بين 22 دولة أفريقية قطعت علاقاتها مع إسرائيل في فترة السبعينات.
استئناف العلاقات (2019):
في يناير 2019، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس التشادي الراحل إدريس ديبي استئناف العلاقات الدبلوماسية خلال زيارة نتنياهو التاريخية لتشاد، بعد 46 عامًا من القطيعة.
افتتاح السفارة وإغلاقها: قصة قصيرة
الافتتاح (فبراير 2023):
في فبراير 2023، افتتح الرئيس التشادي محمد ديبي ونتنياهو سفارة تشاد في رمات غان قرب تل أبيب، في حفل أقيم بحضور الرئيسين. وصف نتنياهو هذا الافتتاح بأنه “تعبير عن تعزيز العلاقات” وجزء من “عودة إسرائيل إلى أفريقيا وعودة أفريقيا إلى إسرائيل”.
الإغلاق (سبتمبر 2025):
بعد أقل من عامين ونصف، قررت تشاد إغلاق السفارة لأسباب مالية، مما يعكس الضغوط الاقتصادية التي تواجهها واحدة من أفقر دول العالم. تشاد، التي ليست عضوًا في جامعة الدول العربية لكنها تنتمي إلى منظمة التعاون الإسلامي، تواجه تحديات اقتصادية جمة تجعل تشغيل السفارات في الخارج عبئًا ماليًا ثقيلًا.
التطورات الأخيرة: من الاستدعاء إلى الإغلاق
استدعاء السفير (2023):
في نوفمبر 2023، استدعت تشاد سفيرها من إسرائيل للتشاور بسبب الأزمة الإنسانية في قطاع غزة. وقالت وزارة الخارجية التشادية في بيان:
“تشاد تتابع بأكبر قدر من الاهتمام والقلق الوضع في الشرق الأوسط، خاصة موجات العنف المميت غير المسبوقة في قطاع غزة”.
استدعاء مؤقت (سبتمبر 2025):
في 4 سبتمبر 2025، استدعت تشاد مجددًا القائم بالأعمال لديها في إسرائيل للتشاور بسبب الأزمة الإنسانية المتواصلة في غزة. هذا الاستدعاء سبق مباشرة الإعلان عن إغلاق السفارة، مما يشير إلى أن القرار قد يكون له أبعاد سياسية إضافة إلى الاعتبارات المالية.
السياق الإقليمي: موجة استدعاء السفراء من إسرائيل
لا يأتي قرار تشاد في فراغ، بل في سياق موجة واسعة من استدعاء السفراء من إسرائيل منذ بداية حرب غزة في أكتوبر 2023. على الأقل 11 دولة استدعت سفراءها أو قطعت العلاقات مع إسرائيل.










