أكد رئيس مجلس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، اليوم السبت، أهمية تعزيز العلاقة الاستراتيجية بين العراق والولايات المتحدة وتوسيع مجالات التنسيق المشترك، خلال استقباله القائم بأعمال السفارة الأمريكية الجديد في بغداد، جوشوا هاريس.
وجرى بحث تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات، بالإضافة إلى الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وسبل دعم الاستقرار والحد من التوترات لمنع توسع دائرة الصراع.
لقاء بغداد
استقبل محمد شياع السوداني، رئيس مجلس الوزراء العراقي، اليوم السبت في مكتبه ببغداد، القائم بأعمال السفارة الأمريكية الجديد، السفير جوشوا هاريس، بمناسبة تسلّم مهامه.
وشدّد السوداني في مستهل اللقاء على مكانة العراق بوصفه صلة وصل استراتيجية بين الشرق والغرب، ورغبة حكومته في توطيد العلاقة مع واشنطن لتعزيز الأمن والاستقرار وتحقيق التنمية المستدامة.
أبعاد الشراكة الاستراتيجية
تناول اللقاء عدة محاور رئيسية تصبّ في تطوير التعاون الثنائي، منها:
الأمن ومكافحة الإرهاب
أكّد السوداني حرص العراق على مواصلة التعاون الأمنية مع الولايات المتحدة لتجفيف منابع الإرهاب والتطرّف ودعم جهود بناء قدرات القوات العراقية، بما يسهم في تثبيت نتائج العمليات العسكرية التي حققت إنجازات كبيرة في السنوات الأخيرة.
تنمية البنى التحتية
ناقش الجانبان مشاريع الاستثمار في قطاعات البنى الأساسية، خصوصًا الكهرباء والنفط والمياه والنقل، حيث قدّمت واشنطن سابقًا دعمًا لوجستيًا وتقنيًا لمشاريع إعادة الإعمار التي يحتاجها العراق بعد سنوات من النزاعات.
التجهيز الصحي ومواجهة الأزمات
تبادل الطرفان الرؤى حول سبل دعم القطاع الصحي العراقي، لا سيما في ضوء جائحة كورونا والتحديات المستقبلية للأمراض المستجدة، من خلال توفير المعدات الطبية وتبادل الخبرات وتنمية قدرات المستشفيات والمراكز الصحية.
التعليم وتطوير الموارد البشرية
أكّد السوداني أهمية التعاون الأكاديمي والتبادل الطلابي بين الجامعات، وتوسيع برامج المنح الدراسية للطلبة العراقيين، بما يسهم في بناء كفاءات وطنية قادرة على قيادة مسيرة التنمية.
الاستثمار وتشجيع القطاع الخاص
حمّل رئيس الوزراء السفير هاريس رسالة إلى القطاع الخاص الأمريكي لدراسة فرص الاستثمار في العراق، مؤكدًا تحسّن المناخ التشريعي وتسهيل إجراءات الشركات الأجنبية وفقًا لقانون الاستثمار الجديد.
الأوضاع الإقليمية والملفات الدولية
تطرّق اللقاء أيضًا إلى المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، حيث تم بحث:
الأزمة السورية واللاجئين: طرح السوداني ضرورة التنسيق لتأمين عودة اللاجئين السوريين إلى مناطقهم وضمان استقرارها بعد سنوات من النزاع.
التوترات الخليجية-الإيرانية: شدّد الطرفان على أهمية خفض التصعيد وتعزيز الحوار لحل الخلافات، وحذر السوداني من مخاطر التوريط في صراعات واسعة قد تعصف باستقرار المنطقة.
الملف النووي والأمني: ناقش الجانبان جهود منع انتشار السلاح النووي والكيماوي، والتعاون الإقليمي لتأمين الحدود ومكافحة التهريب.
وخلال المباحثات، أكّد السفير هاريس حرص بلاده على الشراكة البناءة مع العراق، مشيرًا إلى الأهمية التي توليها الإدارة الأمريكية للعلاقات مع بغداد على المستوى السياسي والاقتصادي والأمني.
التواصل الدبلوماسي وآفاق الحوار
وجاء في البيان الصادر عن مكتب رئيس الوزراء أن التعاطي مع القضايا الثنائية والإقليمية سيتم عبر القنوات الدبلوماسية المتاحة، بما يضمن سرعة اتخاذ القرارات وتنسيق الجهود.
وأكد السوداني رغبة حكومته في المزيد من اللقاءات رفيعة المستوى، ومتابعة التنفيذيين والمختصين للوصول إلى نتائج عملية ملموسة.
كما تناول اللقاء ضرورة التعاون في منظمات دولية وإقليمية، مثل الأمم المتحدة ومنظمة التجارة العالمية، لتحسين سمعة العراق الدولي ودعم وصوله إلى مواقع تؤهله لمزيد من التأثير في صنع القرار العالمي.










