أعلنت قوات الأمن الصومالية مقتل ما لا يقل عن 12 مقاتلا من حركة الشباب في عملية أمنية دقيقة نفذت وسط البلاد، بالتنسيق مع القيادة الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم)، في إطار الجهود المستمرة لاستئصال وجود الحركة المتشددة التي تسعى للإطاحة بالحكومة الفيدرالية الصومالية المدعومة من الأمم المتحدة.
ووفقا لتصريحات رسمية، جرت العملية في منطقة سيل-ذيقو وين الواقعة بين بلدتي سيل-لاهيلاي وسيل-غاراس في إقليم غلغادود، وهي منطقة تعد معقلا لحركة الشباب منذ سنوات، وتستخدم كمنطقة انطلاق لعملياتهم ضد القوات الحكومية والمدنيين.
تفاصيل العملية: تنسيق بري وجوي
أكدت مصادر أمنية أن العملية كانت مخططا لها مسبقا، وجرت بتنسيق محكم بين القوات الصومالية ونظرائها الأمريكيين، حيث لعبت المراقبة الجوية دورا حاسما في تحييد الأهداف وتحديد تحركات المقاتلين.
كما أسفرت العملية عن إصابة ما لا يقل عن 13 مسلحا آخرين بجروح خطيرة، وقد تم احتجازهم لاستجوابهم ومعرفة مزيد من المعلومات حول مخططات الحركة وشبكاتها في المنطقة.
استهداف منشأة تدريب كبرى
كشفت العملية أيضا عن منشأة سرية للتدريب، كان يعتقد أن أكثر من 400 مسلح يتدربون فيها استعدادا لتنفيذ هجمات مستقبلية. وتم استهداف الموقع بشكل دقيق، ما أدى إلى شل جزء كبير من البنية التحتية التنظيمية للحركة في تلك المنطقة.
وتعد هذه المنشأة واحدة من أكبر المواقع التي جرى اكتشافها في الآونة الأخيرة، ويؤكد مسؤولون أنها كانت تستخدم لتجنيد وتدريب عناصر جديدة من مختلف أنحاء الصومال.
قادة بارزون بين القتلى
قالت الحكومة الصومالية إن من بين القتلى قادة بارزين في حركة الشباب، يشتبه في تورطهم في سلسلة من التفجيرات والكمائن التي استهدفت منشآت حكومية ومدنيين، لا سيما في العاصمة مقديشو وأقاليم الجنوب.
ورغم عدم إعلان أسماء هؤلاء القادة بعد، وصفت الحكومة العملية بأنها “نجاح استراتيجي” يوجه ضربة قوية لقدرات الحركة القتالية والتنظيمية.
دعم أمريكي وتعاون دولي
شارك الجيش الأمريكي عبر أفريكوم في العملية عبر توفير معلومات استخباراتية ومراقبة جوية، وهو ما مكن القوات الصومالية من تنفيذ الهجوم بدقة عالية.
وتأتي هذه الغارة في إطار التعاون المستمر بين الولايات المتحدة والحكومة الصومالية لمواجهة التهديدات الإرهابية، وضمن استراتيجية أوسع تهدف إلى تفكيك شبكات حركة الشباب ومنعها من إعادة بناء قدراتها.
خطة استراتيجية لاستعادة السيطرة
تواصل الحكومة الفيدرالية الصومالية تنفيذ عمليات أمنية متتالية ضد معاقل حركة الشباب، وتركز على استعادة السيطرة على المناطق الريفية التي تستخدمها الحركة كقواعد خلفية.
وفي بيان رسمي، قالت السلطات إن “الجهود جارية لملاحقة المقاتلين المتبقين الذين فروا باتجاه منطقة سيلبور، ولن يكون هناك ملاذ آمن للإرهاب”.
دور الاتحاد الأفريقي
يأتي هذا التحرك بالتزامن مع دعم مستمر من بعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية في الصومال (ATMIS)، التي تنسق مع الجيش الصومالي لفرض الاستقرار وتطهير البلاد من الجماعات المتطرفة، ضمن خطة الخروج التدريجي من البلاد بحلول نهاية عام 2025.










