قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، مارك روته، إن انتهاك روسيا للمجال الجوي البولندي لم يكن حادثا معزولا، بل يعد دليلا إضافيا على ضرورة زيادة الاستثمارات في القدرات الدفاعية لدول الحلف، مشددا على أن الحلفاء عازمون على تعزيز دعمهم لأوكرانيا.
وفي مؤتمر صحفي عقده اليوم الأربعاء، وصف روته التصرف الروسي بأنه “متهور تماما”، مضيفا أن “تقييما شاملا للحادثة لا يزال جاريا”، إلا أن رد الفعل الأولي من الحلف كان “فعالا وسريعا”.
وأكد روته أن الناتو “يقظ ومستعد للدفاع عن كل شبر من أراضيه”، وتابع: “ما حدث خلال الليلة الماضية أثبت قدرتنا الفعلية على الدفاع عن دولنا الأعضاء”.
الكرملين يتجاهل… وبيلاروسيا تبرر
من جانبه، رفض الكرملين التعليق على بيان بولندا الذي أكد أن طائرات روسية مسيرة دخلت المجال الجوي للبلاد وتم إسقاط بعضها، قائلا إن “هذه المسألة من اختصاص وزارة الدفاع الروسية”.
واتهم الكرملين الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو بـ”توجيه اتهامات استفزازية يومية” ضد روسيا، دون أن يقدم تفاصيل حول الحادثة الأخيرة.
أما بيلاروسيا، الحليف الأقرب لموسكو، فقد حاولت تقديم رواية بديلة، مدعية أن الطائرات بدون طيار “فقدت طريقها” نتيجة لتعرضها لهجوم إلكتروني، وأكدت قواتها الجوية أنها أسقطت بعض “المسيرات المفقودة” داخل أراضيها.
إلا أن مصادر في بولندا وأوكرانيا والناتو شددت على أن الهجوم كان متعمدا ومنسقا، ويهدف إلى اختبار جاهزية الدفاعات الجوية في الجبهة الشرقية للناتو.
تصعيد في شرق أوروبا
وكانت السلطات البولندية قد أعلنت العثور على سبع طائرات مسيرة وبقايا صاروخ مجهول المصدر في عدة مواقع داخل البلاد، بما في ذلك مزرعة قرب منيسكو وبلدة تشوسنوفكا القريبة من الحدود البيلاروسية.
وقال ممثلو الادعاء إن إحدى الطائرات المسيرة قطعت مسافة تقدر بـ250 كيلومترا داخل الأراضي البولندية قبل أن تتحطم، فيما عثر على كتابات سيريلية على أحد الحطام، ما يشير إلى منشأه الروسي.
وفي ظل هذه التطورات، تواصل بولندا مشاوراتها مع الحلفاء لتفعيل المادة الرابعة من ميثاق الناتو، والتي تتيح للدول الأعضاء طلب التشاور في حال تعرض أمنها أو سيادتها للتهديد.










