أعلن رئيس وزراء قطر، محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، مساء الأربعاء، أن الدوحة تعيد تقييم “كل شيء” فيما يتعلق بدورها كوسيط في الصراع بين إسرائيل وحركة حماس، إضافة إلى مستقبل حماس في العاصمة القطرية. ووجه في تصريحاته انتقاداً صريحاً لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، واصفاً إياه بأنه “يضيع” وقت قطر في جهود الوساطة.
إعادة تقييم الوساطة
تصريحات آل ثاني تأتي في سياق من التوترات الإقليمية المتصاعدة، بعد تعرض الدوحة لهجوم إسرائيلي استهدف قادة بارزين لحماس في المدينة، ما أدى إلى إصابات في صفوف المسؤولين القطريين. وأكد رئيس الوزراء القطري أن قطر تتابع عن كثب التطورات، وأن “كل شيء” يخضع للمراجعة، بما في ذلك دور الوساطة ومستقبل حماس في الدوحة، التي تضم مكتبا سياسيا للحركة.
اتهامات لنتنياهو
ووجه آل ثاني اتهاماً مباشراً لنتنياهو، مشيراً إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي كان “يضيع وقت قطر” في جهود الوساطة، في إشارة إلى ما وصفه بتأخر إسرائيل واعتراضاتها المتكررة على مساعي السلام التي تقودها الدوحة. وأكد آل ثاني على أن الهجوم الإسرائيلي الأخير في الدوحة يعد “خيانة” وانتهاكاً للقواعد الدولية.
أبعاد الهجوم الإسرائيلي
الهجوم الإسرائيلي استهدف قادة حماس في الدوحة، وهو ما اعتبرته الدوحة تصرفاً استفزازياً وخطوة تقوض الجهود الدبلوماسية الرامية لتهدئة الأوضاع في غزة. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية إلى أن قطر لم يتم إبلاغها مسبقاً بالهجوم، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة أبلغت قطر فقط بعد وقوع الانفجارات بوقت قصير.
السياق السياسي والوساطة
تأتي هذه التطورات في ظل توقف قطر مؤقتا عن جهود الوساطة بين إسرائيل وحماس إثر الخلافات المتزايدة، حيث أعلنت وزارة الخارجية القطرية سابقاً أن الدوحة ستعلق جهود الوساطة حتى تظهر الأطراف “النوايا الصادقة” لإنهاء الحرب في غزة. ورغم ذلك، أكد خبراء أن قطر لن تتخلى عن دورها في القضية الفلسطينية، التي تمثل محوراً أساسياً في سياستها الخارجية.
ردود فعل دولية
رداً على تصريحات آل ثاني، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض إن الولايات المتحدة تم إخطارها بعملية إسرائيلية استهدفت قادة حماس في منطقة الدوحة، معبرة عن أسف الإدارة الأمريكية لاستهداف عمل من هذا النوع داخل دولة ذات سيادة. في المقابل، هدد نتنياهو قطر مجدداً بطرد قادة حماس أو مواجهة خطوات إسرائيلية أكثر صرامة ضدهم.










