أعلنت عدة شخصيات سياسية سورية عن تأسيس “الكتلة الوطنية السورية”، ككيان سياسي جديد يسعى إلى بناء دولة مدنية في سوريا، وفقاً لما أعلنه أعضاء لجنة التواصل في الكتلة من العاصمة دمشق.
تأتي هذه المبادرة بعد حوالي أسبوعين من تأسيس “المجلس السياسي لوسط وغرب سوريا”، وهي خطوة تعتبر امتداداً للمحاولات السياسية الرامية إلى جمع القوى الوطنية حول رؤية موحدة لمستقبل سوريا. ويعيد اسم “الكتلة الوطنية” إلى الأذهان كتلة أخرى ظهرت في عشرينيات القرن الماضي أثناء الاحتلال الفرنسي لسوريا، والتي لعبت دوراً بارزاً في تاريخ البلاد آنذاك.
وأكد بيان الكتلة الوطنية الجديدة على “تجاوز حالة التشرذم” التي تشهدها سوريا حالياً، كما حدد شعارها الأسمى بـ “الدين لله والوطن للجميع”، وهو شعار ارتبط تاريخياً بقائد الثورة السورية الكبرى سلطان باشا الأطرش، ليعكس محاولة لإحياء خطاب جامع في مواجهة الاستقطاب الطائفي الحاد الذي سيطر على المشهد السياسي السوري.
وشددت الكتلة على وحدة سوريا الجغرافية والسياسية، وعدم قابلية التجزئة، مع تجريم أي دعوات للتقسيم أو الانفصال، ودعت إلى وحدة الشعب السوري وشرائحه والدفاع عن الأرض السورية بكامل أراضيها ووحدتها ضد أي عدوان خارجي، مع التأكيد على ضرورة بناء أسس لا مركزية للدولة تضمن استقلال السلطات المحلية لتحقيق التنمية.
رغم الترحيب ببعض هذه المبادرة، واجهت “الكتلة الوطنية” انتقادات لافتقارها إلى آليات تنفيذ واضحة وشعارات عامة لا تكفي وحدها لتحقيق الحلول الفعلية في ظل الانقسامات العميقة التي يعيشها الواقع السوري من انشقاقات إقليمية وسياسية وعسكرية.
ويبدو أن “الكتلة الوطنية السورية” تواجه تحديات كبيرة في تقديم قوة سياسية فعلية على الأرض توازي شعاراتها، في ظل الواقع السياسي المعقد والدعوات المتزايدة لإنشاء أقاليم منفصلة عن سلطة دمشق في مناطق عدة من سوريا.
تأسيس هذه الكتلة يأتي وسط أجواء سياسية متوترة وترقب محلي وإقليمي لما ستسفر عنه هذه المبادرة في مسار الساحة السورية السياسية.










