تشهد منطقة دير حافر وريف حلب الشرقي منذ مساء الثلاثاء 10 سبتمبر 2025، اشتباكات عنيفة بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) من جهة، وقوات الشرع مدعومة بمرتزقة مرتبطين بالاحتلال التركي من جهة أخرى، وسط تبادل كثيف للقصف المدفعي والصاروخي.
بيان قسد
أعلنت قوات سوريا الديمقراطية، في بيان رسمي، أنها تصدت “بكل حزم” لمحاولات تسلل واعتداءات مدفعية نفذتها مجموعات تابعة لحكومة دمشق في محور دير حافر، مؤكدة أنها أفشلت تلك المحاولات بالكامل.
وقالت في بيانها:
“تصدّت قواتنا بكل حزم لمحاولات التسلل والاعتداء المدفعي التي أقدمت عليها مجموعات منفلتة تابعة لحكومة دمشق في منطقة دير حافر، وأفشلت تلك المحاولات بشكل كامل. نؤكد التزامنا بالدفاع عن الأرض وحماية الشعب، وسيواجه أي تجاوز برد حازم”.
وأشارت قسد إلى أنها نفذت عمليات “نوعية ودقيقة” على خطوط التماس في قرى مثل حبوبة ومحيط دير حافر، أسفرت عن مقتل 7 مقاتلين من الفصائل الموالية وإصابة 11 آخرين، إضافة إلى تدمير مواقع عسكرية تابعة لهم.
رواية الحكومة السورية المؤقتة
من جانبها، اتهمت وزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة قوات قسد بأنها هي من بدأت التصعيد، عبر قصف مكثف انطلق من مواقعها في مطار الجراح العسكري ومحيط مدينة مسكنة، مستهدفًا منازل المدنيين في قرى (الكيارية، رسم الأحمر، حبوبة كبير).
وأفادت وكالة سانا الرسمية بأن القصف أدى إلى استشهاد مدنيين اثنين وإصابة 3 آخرين، مؤكدة أن الجيش السوري وحلفاءه ردوا على مصادر النيران.
الوضع الميداني
الاشتباكات لا تزال مستمرة على خطوط التماس الممتدة من مساكن سد تشرين حتى دير حافر.
يشمل القتال استخدام الرشاشات الثقيلة والمدفعية، مع محاولات تقدم متبادلة.
مصادر محلية تحدثت عن نزوح جزئي للأهالي من القرى القريبة من خطوط الاشتباك.
خلفية التوتر
تأتي هذه الاشتباكات بعد سلسلة حوادث مشابهة شهدها ريف حلب الشرقي مطلع سبتمبر 2025، حيث تبادل الطرفان القصف واتهامات بخرق وقف إطلاق النار.
قسد تتهم الحكومة السورية المؤقتة والفصائل الموالية لها بانتهاكات متكررة و”العمل وفق أجندة تركية”.
بينما تعتبر دمشق أن قسد “تسعى إلى فرض أمر واقع وتقويض سيادة الدولة”.
مؤشرات مستقبلية
يتوقع مراقبون أن يتواصل التصعيد خلال الأيام المقبلة إذا لم يتم التوصل إلى تهدئة، خصوصًا مع حساسية موقع دير حافر وريف حلب الشرقي الذي يمثل عقدة تماس بين عدة أطراف: قسد، الجيش السوري، والفصائل المدعومة من تركيا.










