نفذ الجيش الإسرائيلي، خلال الأيام الماضية ، سلسلة غارات جوية عنيفة استهدفت مواقع عسكرية تابعة للجيش السوري في ريف دمشق الجنوبي الغربي، تحديدا في محيط مدينة الكسوة وجبل المانع، في هجوم يعد الأوسع والأعنف منذ بداية العام الجاري.
15 غارة وإنزال جوي
ووفق ما نقلته وكالة الأنباء السورية (سانا) ومصادر عسكرية، فإن الهجمات الإسرائيلية تضمنت 15 غارة جوية استهدفت مواقع عسكرية كانت تستخدمها الفرقة المدرعة الأولى، ومواقع اللواء 44 سابقا في جبل المانع، بالإضافة إلى مقرات الفرقة 14 للقوات الخاصة في منطقة قطنا بسفوح جبل الشيخ.
كما نفذت وحدة إسرائيلية عملية إنزال جوي نادرة في منطقة استراتيجية قرب جبل المانع، استمرت نحو ساعتين، قبل أن تغادر، بحسب ما أفادت به وكالة “رويترز” نقلا عن مصدرين في الجيش السوري.
قتلى وجرحى في صفوف الجيش السوري
أكدت المصادر العسكرية السورية أن الغارات أسفرت عن مقتل 9 من عناصر الجيش السوري، إضافة إلى عدد من الجرحى، دون صدور إحصائية رسمية نهائية حتى الآن.
وقالت وكالة “سانا” إن من بين المصابين عناصر من وزارة الدفاع، بينما استهدفت الغارات مواقع تعتبر خالية رسميا لكنها لا تزال تستخدم من قبل الجيش السوري لتخزين المعدات أو كقواعد مراقبة.
استهداف أجهزة مراقبة وتنصت
وكانت القوات الإسرائيلية قد شنت، سلسلة من الغارات بطائرات مسيرة استهدفت الكسوة، وأسفرت عن مقتل 6 جنود سوريين، وفق ما نقلته وسائل إعلام رسمية.
وقال مصدر عسكري سوري، إن وحدات من الجيش كانت قد عثرت على أجهزة مراقبة وتنصت مزروعة قرب جبل المانع خلال جولة ميدانية، وعند محاولة التعامل معها، تعرضت لهجوم جوي إسرائيلي أدى إلى سقوط قتلى وتدمير آليات عسكرية.
استمرار التحليق والاستهداف
وأضاف المصدر أن الجيش الإسرائيلي واصل استهداف المنطقة حتى مساء الأربعاء، لمنع الجيش السوري من الوصول مجددا إلى المواقع التي يعتقد أن الأجهزة كانت مزروعة فيها.
وبحسب المصدر ذاته، تم تدمير بعض المعدات الإسرائيلية التي عثر عليها، وسحب الجثث من الموقع المستهدف، بينما استمر تحليق طائرات الاستطلاع الإسرائيلية فوق مناطق الجنوب السوري لساعات طويلة.
خلفيات الغارات
تأتي هذه الغارات في سياق تصعيد ملحوظ في وتيرة الهجمات الإسرائيلية داخل الأراضي السورية، حيث تستهدف تل أبيب بشكل متكرر مواقع تقول إنها تستخدم من قبل إيران أو جماعات حليفة لها، مثل “حزب الله” اللبناني، لتخزين الأسلحة أو إقامة مراكز مراقبة ونقل معدات استراتيجية.
وتعد عملية الإنزال الجوي، التي تم تنفيذها خلال هذا الهجوم، تطورا لافتا نادر الحدوث في العمق السوري، ما يشير إلى أهمية الموقع المستهدف أو حساسية المعلومات التي تحاول إسرائيل الوصول إليها أو تدميرها ميدانيا.
لا تعليق إسرائيلي رسمي
حتى لحظة إعداد التقرير، لم يصدر أي تعليق رسمي من الحكومة أو الجيش الإسرائيلي بشأن الضربات، وهو أسلوب معتاد في تعامل تل أبيب مع عملياتها داخل الأراضي السورية.
ومع ذلك، تعتبر إسرائيل أن وجود أي بنية تحتية إيرانية أو تهديدات محتملة على حدودها الشمالية من داخل سوريا يمثل “خطا أحمر”، وغالبا ما تقوم بعمليات عسكرية استباقية في هذا السياق.










