أكدت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية تصريحات رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، في اجتماعات داخلية مع القيادة السياسية، حيث حذر من أن “هزيمة حركة حماس غير مرجحة دون خطة سياسية واضحة لمستقبل قطاع غزة”.
وصفت هذه التصريحات بأنها “توسل” من زامير للحكومة، مشيرا إلى أن إرسال الجنود مرارا إلى الأحياء نفسها يؤدي إلى “قتال دائري” لا يحقق النصر ويعرض الجنود والرهائن للخطر، مع إلقاء اللوم لاحقا على الجيش.
هذا التحذير يأتي وسط توترات داخلية في الجيش الإسرائيلي حول استمرار الحرب في غزة، التي دخلت عذها الثاني منذ هجوم 7 أكتوبر 2023، وتعثر المفاوضات حول صفقة تبادل الأسرى.
اجتماع زاميرمع الكابينت
وفي أبريل 2025، نقلت “يديعوت أحرونوت” عن زامير بعد اجتماع الكابينت قوله: “قرروا ما يجب فعله بغزة، إن إرسال الجنود مرارا وتكرارا إلى الأحياء نفسها للقتال الدائري ثم إلقاء اللوم لاحقا على الجيش وقادته لفشلهم في هزيمة الحركة لن يحقق النصر ولن يعيد الرهائن”.
وأكد زامير أن النقص في القوى البشرية (خاصة في الوحدات القتالية) يحد من قدرة الجيش على تحقيق الأهداف العسكرية، وأن الاستراتيجية الحالية القائمة على الاستيلاء التدريجي على أجزاء صغيرة من غزة للضغط على حماس قد تتحول إلى “واقع عملي يخدم الجميع إلا المحتجزين”.
وصف المراسل العسكري في الصحيفة، يوآف زيتون، التصريحات بأنها تعكس “خللا إستراتيجيا”، حيث يفتقر الجيش إلى غطاء سياسي فاعل لما بعد الحرب، مما يجعل الهزيمة الكاملة لـ”حماس” غير واقعية.
زامير شدد على أن الخطة العسكرية وحدها لا تكفي، وأن احتلال غزة الكامل سيستغرق سنوات، مع مخاطر على الرهائن (حوالي 100 محتجز، بما في ذلك 48 رجالا ونساءا).
هذه التصريحات ليست الأولى؛ في أغسطس 2025، حذر زامير من أن “الغارات المركزة” دون خطة سياسية ستؤدي إلى إرهاق الجيش، وفي فبراير 2025، أشارت “يديعوت أحرونوت” إلى أن حماس تتعافى تنظيميا، مما يجعل القضاء عليها “محض خيال”.
التوترات داخل الجيش وحكومة نتنياهو
تصريحات زامير في خضم خلافات حادة مع القيادة السياسية، خاصة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش واليمين المتطرف، الذين يدعون إلى احتلال كامل لغزة. في أغسطس 2025، ذكرت “يديعوت أحرونوت” أن زامير يفكر في الاستقالة بسبب هذه الخلافات، حيث يرى أن الحكومة تضع طموحات عسكرية غير واقعية دون خطة للحكم ما بعد الحرب (مثل إدارة غزة أو دور دولي).
الجيش الإسرائيلي يعاني من نقص في الجنود (أكثر من 50 ألف مجند احتياطي تم إنهاء خدمتهم)، مما يجبر على “قتال دائري” في أحياء مثل رفح وخان يونس، حيث يعود مقاتلو حماس بعد الانسحاب.
وفي سبتمبر 2025، حذرت صحيفة “هآرتس” من أن خطة احتلال غزة “غير مبررة أمنيا” وتسير نحو “كارثة”، مشيرة إلى تحذيرات زامير.
كما أثار الهجوم على قادة حماس في الدوحة (9 سبتمبر 2025) مخاوف من تعطيل صفقة تبادل، حيث أكدت عائلات الأسرى أن نتنياهو “يعرض الرهائن للموت”، وأن الهدف هو الضغط على حماس دون خطة سياسية.
ويعكس التحذير إرهاق الجيش بعد 23 شهرا من الحرب، مع خسائر تصل إلى 700 جندي قتيل وآلاف الجرحى، وصعوبة في السيطرة على غزة (التي تضم 2.3 مليون نسمة وأنفاقا واسعة). الاستراتيجية الحالية قد تستمر في “الحصار والغارات” إذا فشلت المفاوضات.










