أكد الرئيس السوري أحمد الشرع رفضه المطلق لأي مشاريع تهدف إلى تقسيم سوريا، مشددا على تمسك الدولة بوحدة الأراضي السورية ورفضها لأي طموحات انفصالية.
وفي مقابلة بثتها قناة الإخبارية السورية مساء الجمعة، قال الشرع:”سوريا لن تتنازل عن ذرة تراب واحدة، ولا تقبل القسمة بأي شكل من الأشكال”، في إشارة إلى محاولات بعض القوى الفاعلة في شمال شرق البلاد الدفع باتجاه ترتيبات انفصالية أو حكم ذاتي موسع.
التحذير من عدوى التقسيم
الرئيس السوري حذر من تداعيات أي خطوات انفصالية، قائلا:”إذا أراد شمال شرق سوريا أن يذهب إلى نوع من التقسيم، فإن العراق وتركيا سيتأذيان بشكل كبير… التقسيم يورث العدوى”.
واعتبر الشرع أن وحدة الأراضي السورية أمر غير قابل للتفاوض، وأن الحفاظ على سلامة الجغرافيا السورية مسؤولية وطنية جامعة.
الملف الدرزي: لجنة تقصي حقائق ومحاسبة مرتكبين
في تناوله للأوضاع في محافظة السويداء ذات الأغلبية الدرزية، أقر الشرع بوجود أخطاء ارتكبت خلال الفترة الماضية، قائلا:
“وقعت أخطاء من جميع الأطراف؛ من الطائفة الدرزية الكريمة، ومن البدو، وحتى من الدولة نفسها”.
وكشف عن تشكيل لجان لتقصي الحقائق بشأن الأحداث الأخيرة في المحافظة، مشددا على ضرورة محاسبة كل من أساء أو ارتكب تجاوزات بحق المدنيين.
وأضاف أن “السويداء ومجتمعها جزء أصيل وأساسي من الدولة السورية”، مؤكدا حرص القيادة على حماية مكونات المجتمع السوري كافة.
الأكراد و”قسد”: خطوات نحو الدمج.. وتعطيل في التنفيذ
وفيما يتعلق بملف قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، أشار الرئيس الشرع إلى وجود اتفاق مبدئي على دمج “قسد” في الجيش العربي السوري، مع احترام بعض الخصوصيات الإدارية والثقافية للمناطق ذات الغالبية الكردية.
وقال:”المفاوضات كانت تسير بشكل جيد، لكن هناك نوعا من التباطؤ أو التعطيل في تنفيذ الاتفاق… كنا نأمل تطبيق بنود الاتفاق مع نهاية شهر ديسمبر القادم”.
وأشار إلى أن القيادة السورية قامت بكل ما يلزم لتفادي التصعيد العسكري في شمال شرق سوريا، ملوحا بأن خيار الحل السلمي لا يزال مطروحا ولكن “الالتزام مطلوب من جميع الأطراف”.
العلاقة مع روسيا:
انسحاب من حمص وحماة وفق اتفاق
وفي ما يخص العلاقة مع روسيا، كشف الشرع عن اتفاق سابق بين دمشق وموسكو، تخلت بموجبه القوات الروسية عن الدور العسكري المباشر في معارك حماة وحمص، مؤكدا أن “الروس انسحبوا تماما من المشهد العسكري وقتها ضمن اتفاق جرى بيننا”.
وقال الشرع إن سوريا “ورثت ارتباطات استراتيجية مع روسيا، ويجب إدارتها بهدوء ورزانة”، مشيرا إلى أن الطرفين التزما بتعهداتهما حتى اللحظة.










