أدلى الإعلامي والكاتب المصري البارز إبراهيم عيسى بتصريحات حادة في مقطع فيديو، يحذر فيها من مخاطر توريط مصر في حرب مع إسرائيل، مشددا على أن الجيش المصري يعد قوة ردع أساسية يجب الحفاظ عليها لضمان السلام والاستقرار، لا للدخول في صراعات غير محسوبة.
جاءت هذه التصريحات في سياق التوترات الإقليمية المستمرة حول غزة ورفح، حيث يدعو عيسى إلى عقلانية في التعامل مع موازين القوى الدولية.
تحذير من تكلفة الحرب:
وصف عيسى الدعوات لدخول مصر حربا مع إسرائيل بأنها “حمقاء وساذجة”، محذرا من أن مثل هذه الخطوة ستؤدي إلى خسائر فادحة على الشعب المصري والدولة، خاصة في ظل الاقتصاد الضعيف والتحديات الداخلية.
وقال: “مصر ليست داعية حرب، وكانت شديدة الوضوح في رفض كل خطط نتنياهو لاقتحام رفح الفلسطينية، ليس في مصلحتنا أن نسخن جيشنا في مزايدة ولا نستمد تقاليدنا من الفترة الناصرية”.
وأضاف أن موازين القوى العالمية لا تسمح حاليا بأي حرب ضد إسرائيل، مشيرا إلى أن إسرائيل تمثل “خطرا سياسيا دائما على مصر، لكن ليست خطرا عسكريا” منذ اتفاقية السلام عام 1979، حيث لم يتبادل الجانبان إطلاق نار منذ ذلك الحين.
الحفاظ على الجيش المصري:
وأكد عيسى أن الجيش المصري هو “أقوى جيش في المنطقة”، لكنه قوة دفاعية وإنسانية تلتزم بقواعد الحرب الدولية، ولا تهدف إلى قصف المدنيين أو الاستهداف العشوائي كما يفعل الجيوش “المعادية”.
و شدد على أن “جيش مصر قوي لأنه يمنع الحرب”، ويعد ضمانا للسلام والأمان، لا للتورط في نزاعات أخرى مثل “حرب من أجل عيون مختليين”.
ووجه رسالة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي بأن يراعي مصالح الشعب والأمريكيين والإسرائيليين في قراراته، مع التركيز على “مستقبل أمة” بدلا من المزايدات الناصرية.
السياق الإقليمي:
وربط عيسى بين الحرب في غزة ومخاطرها على مصر، معتبرا أن الهدف الحقيقي من التصعيد هو “ضرب مصر وزعزعة استقرارها”، وأن حركة حماس تحالفت مع اليمين الإسرائيلي لتحقيق ذلك.
و حذر من أن أي تصعيد في رفح قد يؤدي إلى “سحق” الفلسطينيين، وأن مصر يجب أن تحافظ على دورها كوسيط سلام دون الوقوع في الفخاخ.
كما نفى أي تهديد عسكري إسرائيلي مباشر لمصر، مشيرا إلى أن إسرائيل “لا تجرؤ على لمس الحدود المصرية” بفضل قوة الجيش.
ردود الفعل:
أثارت تصريحات عيسى جدلا واسعا على وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة على منصة إكس (تويتر)، حيث انقسمت التعليقات بين مؤيدين يرون فيها عقلانية تحمي مصر من المغامرات، ومنتقدين يتهمونه بالتقليل من دور المقاومة الفلسطينية أو التحيز للسلطة.
وعلى سبيل المثال، نشرت تغريدات تتهمه بـ”التضليل” حول تاريخ احتلال سيناء، بينما أشادت أخرى بتأكيده على قوة الجيش كعامل ردع.
كما أن بعض المنشورات ربطت كلامه بالتوترات الحالية، مثل مخاوف إسرائيل من تجديد تسليح الجيش المصري في سيناء.
هذه التصريحات تأتي في وقت تشهد فيه العلاقات المصرية-الإسرائيلية توترا متزايدا بسبب غزة، مع تحذيرات إسرائيلية من “تهديد مصري”، رغم تأكيد مصر على عقيدتها الدفاعية والردعية.
لمتابعة التطورات، ينصح بمراجعة الإعلام الرسمي أو قنوات مثل “القاهرة والناس”.










