أعلنت مصادر رسمية وحكومية في ليبيا، اليوم السبت 13 سبتمبر 2025، عن بدء تنفيذ الاتفاق الأمني الموقع بين حكومة عبد الحميد الدبيبة وجهاز “قوة الردع الخاصة” (التابع للمجلس الرئاسي بقيادة عبد الرؤوف كارة) في العاصمة طرابلس.
هذا الاتفاق يأتي بعد أسابيع من التوترات والتحذيرات من تصعيد عسكري، ويهدف إلى تهدئة الوضع وتعزيز الاستقرار في المناطق الحساسة مثل مطار معيتيقة وميناء طرابلس وسجن معيتيقة.
تحديات الاتفاق
ومع ذلك، التنفيذ الأولي محدود ويواجه تحديات، حيث نفى جهاز الردع سابقا بعض الشروط، لكن الإعلان اليوم يعتبر خطوة إيجابية وفقا لمصادر حكومية.التفاصيل الرئيسية للاتفاق وتنفيذه:.
وبدأ التنفيذ فجر اليوم (حوالي الساعة 5 صباحا بتوقيت طرابلس)، مع تعزيز دوريات مشتركة بين قوات الدعم السريع التابعة للحكومة وقوات الردع في مناطق التماس الجنوبية الشرقية للعاصمة، مثل أحياء بب بن غشير وعين زارة.
وأعلنت وزارة الدفاع التابعة لحكومة الدبيبة في بيان رسمي أن “الخطوات الأولى للتنفيذ قد بدأت بنجاح، مع تسليم جزئي للمطلوبين إلى النيابة العامة وانسحاب بعض القوات من مواقع استراتيجية”. هذا يأتي بعد اتفاق مبدئي وقع في أواخر أغسطس 2025، لكنه تأخر بسبب خلافات حول الشروط.
الشروط الرئيسية للاتفاق
تسليم المطلوبين في جرائم جسيمة إلى النيابة العامة (بدأ تنفيذه اليوم بتسليم 3 أشخاص، وفقا لمصادر أمنية).
إعادة السيطرة على مطار معيتيقة الدولي وميناء طرابلس إلى الدولة (جاري التنسيق لتحويل الإدارة المشتركة خلال أسبوع).
الامتناع عن عرقلة المؤسسات الرسمية، وفرض حظر على التحركات العسكرية الليلية غير المنسقة.
إنهاء وجود قيادات متورطة في انتهاكات، مع ضمان عدم تكرار اشتباكات مثل تلك في مايو 2025 (التي أسفرت عن عشرات القتلى).
الاتفاق يشمل 7 شروط غير معلنة كاملة، تركز على “فرض النظام وإنهاء التشكيلات الخارجة عن القانون”، كما أكد الدبيبة في تصريحات سابقة.
الحكومة الدبيبة (التي تسيطر على غرب ليبيا ومقرها طرابلس) وجهاز الردع (قوة مسلحة قوية تسيطر على شرق المدينة وتدعم من المجلس الرئاسي التنفيذ يشرف عليه لجنة مشتركة تضم ممثلين عن وزارة الدفاع وقوة فض النزاع.
هل انتهى الحرب في طرابلس
هذا الاتفاق يأتي في ظل توترات مستمرة في ليبيا منذ اندلاع الحرب الأهلية بعد 2011، حيث تتنافس حكومتان حكومة الدبيبة في الغرب (مدعومة من تركيا وقطر جزئيا) مقابل حكومة أسامة حماد في الشرق (مدعومة من خليفة حفتر). الاشتباكات السابقة في طرابلس (مثل أغسطس 2025، التي هددت بتصعيد كبير، ومايو 2025 بعد مقتل عبد الغني الككلي) أدت إلى نزوح آلاف المدنيين وتدمير بنى تحتية.
البعثة الأممية (UNSMIL) ودول مثل قطر والإمارات دعت إلى تنفيذ سريع، مشددة على “تحويل الاتفاق إلى خطوات عملية ضمن إطار زمني” لتجنب حرب جديدة. كما يرتبط الأمر بجهود إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية متأخرة، مع رفض الدبيبة لأي حكومة انتقالية جديدة.
التنفيذ الحالي يعتبر “هدوءا حذرا”، لكن مصادر أمنية تحذر من “إمكانية التصعيد إذا فشل في تسليم المرافق الرئيسية”، خاصة مع تحركات عسكرية من مصراتة (مدينة موالية للدبيبة). حتى الآن، لا تقارير عن اشتباكات جديدة، وتعززت الدوريات الأمنية لمنع أي خرق.










