توصل تقرير تاريخي إلى أن شرطة لندن Met رفضت وصف وضع لحم خنزير في حذاء ضابط شرطة مسلم وقص لحية زميله السيخي بسلوكيات “عنصرية”، واكتفت بوصفها “مزاحاً” و”مقالب”، بحسب ما نقلت صحيفة The Telegraph البريطانية.
وسلط التقرير الضوء على العديد من حالات العنصرية والتمييز لضباط تحدثوا عن هذه المضايقات اليومية التي يتعرضون لها من بعض زملائهم.
حيث قال أحد الضباط المسلمين إنه كان مستهدفاً بسبب عقيدته، وإنه كان يشعر بخوف شديد منعه من التحدث، وأضاف لفريق التقرير: “وجدت لحم خنزير في حذائي الموضوع داخل خزانتي الموصدة. وشعرت بخوف شديد، لكنني لم أتخذ أي ردة فعل حتى أعلم من فعل هذا”.
وأضاف: “كنت أتمنى أن أعرف من فعلها وأتخذ الإجراء المناسب. لم أرغب في أن يعتبروني شخصاً يلعب ببطاقة العنصرية، ولم أخبر أحداً بما حدث حينها لأنني خشيت أن ينتقموا مني”.
ووجد التقرير الصادم الذي أشرفت عليه البارونة لويز كيسي، والذي يشبه تقرير ماكفيرسون الذي صدر عام 1999 عن مقتل المراهق الأسود ستيفن لورانس، أن أكبر قوة شرطة في بريطانيا فقدت ثقة الناس الذين يفترض أنها تحميهم.
فيما قال ضابط آخر لفريق التقرير: “وقع عدد من الحوادث تعرض خلالها ضباط سيخ لمضايقات. فأقدم ضابط على قص لحية أحدهم ظناً منه أن هذا مضحك”.
أضاف: “وضابط آخر وضعوا عمامته في علبة أحذية. وهذه الحوادث لن تتوقف إلا إذا نظمنا دروس توعية لضباطنا”.
من جانب آخر، أفاد التقرير أن هذه السلوكيات العنصرية وغيرها كانت تُقابل “بالمداهنة أو التجاهل أو باعتبارها (مزاحاً ودياً)”.
فيما تطرق التقرير كذلك إلى حالة ضابط أسود، يعمل حارساً لمبنى في الحماية البرلمانية والدبلوماسية PaDP، كان زملاؤه يدعونه بـ”قرد البوابة”، وقال إنه اعتبر ذلك إهانة عنصرية.
وقال ضابط برتبة كبيرة إنه سُئل في اجتماع انعقد العام الماضي: “هل وصلت إلى ما وصلت إليه لأنك أسود؟”.
بينما قال ضابط سابق آخر لفريق التقرير: “الحقيقة القبيحة هي أن شرطة لندن تعج بالعنصرية، إلى أي مدى التزم أشخاص مثلي الصمت؟”.
وقالت ضابطة سوداء إنها كانت في دورية مع ضابط أعلى رتبة حين اعترضا فتاة بيضاء من عامة الشعب تشتري مخدرات من شخص أسود، مشيرة إلى أن الضابط وصف الفتاة بـ”عاشقة الزنوج” وبالـ”ساقطة” و”القذرة”، وأن هذا الحادث جعلها تفكر في الاستقالة من شرطة لندن.
ووجد التقرير أن الضباط السود أقل تلقياً للترقيات، وأن 81% منهم أكثر عرضة ليجدوا أنفسهم في برنامج سوء السلوك.
ولفت التقرير إلى أنه بالنظر إلى معدلات التوظيف الحالية، ستحتاج شرطة لندن إلى 39 عاماً حتى تعكس تنوع المجتمع الذي تقوم على حمايته.
وقالت البارونة لويز كيسي إنه بعد 24 عاماً من تقرير ماكفرسون الذي أعقب مقتل المراهق الأسود ستيفن لورانس، لا تزال شرطة لندن عنصرية.
فيما قال أحد الضباط السود لفريق تقرير كيسي: “مررنا بالكثير من اللحظات الفاصلة التي كان يفترض أن نتغير فيها”.
لكن السير مارك رولي، مفوض شرطة لندن، قال إنه لن يستخدم مصطلح العنصرية المؤسساتية لوصف الوضع في شرطة لندن.
أضاف: “علي أن أستخدم لغة لا لبس فيها وخالية من أي إيحاءات سياسية، وهذا المصطلح يعني أشياء كثيرة مختلفة لأشخاص مختلفين، وقد أصبح مسيساً في الآونة الأخيرة”.