أصيب أحد أفراد العمليات الخاصة بجراح جراء إطلاق نار تعرض له خلال عملية مداهمة بمدينة رويتلينغن بولاية بادن فورتمبيرغ. جاءت المداهمات خلال ملاحقة أفراد من حركة “مواطني الرايخ” اليمينية المتطرفة. فماذا يعني هذا التطور؟
أصيب أحد أفراد القوات الخاصة التابعة للشرطة الألمانية بجراح طفيفة جراء إطلاق النار عليه أثناء عملية مداهمة بتكليف من الادعاء العام في مدينة رويتلينغن بولاية بادن فورتمبيرغ.
يذكر أن عملية المداهمة التي تمت اليوم الأربعاء (22 مارس/آذار 2023) لها صلة بحركة “مواطني الرايخ” اليمينية المتطرفة.
وقالت السلطات في كارلسروه إن الرجل كان في انتظار دخول ضباط الشرطة في غرفة المعيشة ومعه سلاح ناري من العيار الكبير، ووقع تبادل لإطلاق النار أسفر عن إصابة رجل الأمن في ذراعه، لكنه في حالة مستقرة وتم القبض على الجاني الذي يتم التحقيق معه بتهمة الشروع في القتل.
وكان الادعاء العام الألماني أعلن في وقت سابق من اليوم أن أعيرة نارية أطلقت خلال مداهمة في مدينة رويتلينغن جنوبي شتوتغارت، لكنه لم يذكر عندئذ ما إذا كانت هناك أية إصابات.
وكانت وسائل إعلام ألمانية قد ذكرت في وقت سابق أن المداهمات استهدفت ما يسمى بحركة “مواطني الرايخ”، وهي حركة يمينية متطرفة.
قالت السلطات في كارلسروه إن الرجل كان في انتظار دخول ضباط الشرطة في غرفة المعيشة ومعه سلاح ناري من العيار الكبير
يذكر أن ممثلي ادعاء ألمان حددوا هويات خمسة مشتبه بهم آخرين، لهم صلة بالحركة اليمينية المتطرفة، في أعقاب مداهمات وقعت في كانون الأول/ديسمبر الماضي جاءت على خلفية اتهامات بالتخطيط لانقلاب عنيف.
وعلى إثر المداهمات تم القبض على 25 شخصاً وهم رهن الاعتقال، من بينهم رجل الأعمال من فرانكفورت هاينريش الثالث عشر، الرئيس المزعوم للشبكة، وكذلك عضوة حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني الشعبوي السابقة في البوندستاغ والقاضية الموقوفة مؤقتًا بيرجيت مالساك-فينكمان.
تم القبض سابقاً على 25 شخصاً بدعوى ترتيبهم لانقلاب عنيف، من بينهم رجل الأعمال هاينريش الثالث عشر
وقالت متحدثة باسم مكتب المدعي العام الاتحادي، في كارلسروه إن مداهمات اليوم استهدفت خمسة مشتبه بهم من بافاريا وساكسونيا السفلى وساكسونيا وسويسرا، حيث يشتبه أنهم يدعمون منظمة إرهابية. وتم بدء إجراءات جنائية ضد شخصين، طبقاً لما ذكره مكتب المدعي العام السويسري، في برن يشتبه بدعمهم أو مشاركتهم في منظمة جنائية أو إرهابية.
ووفقاً لوزير العدل الاتحادي الألماني ماركو بوشمان، قام المدعي العام بتفتيش 20 عقارًا، وبالإضافة إلى ذلك، تم تفتيش منازل أكثر من عشرة آخرين، لا ينظر إليهم على أنهم مشتبه بهم.
وقال بوشمان إن إطلاق النار على ضابط الشرطة أظهر “مدى خطورة العمليات”، مضيفاً أن “السلطات ملزمة بنزع سلاح مواطني الرايخ”.
ولا يعترف “مواطنو الرايخ” بالجمهورية الاتحادية ولا بهياكلها الديمقراطية. وقدر مكتب حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية الألمانية) عدد أفراد “مواطني الرايخ” ومن يسمون بأنصار “الحكم الذاتي” و”أصحاب التفكير الجانبي” في عام 2022 عبر ألمانيا بحوالي 23 ألف شخص، بزيادة 2000 عن العام السابق.
وكان المدعي العام بيتر فرانك قد حذر الشهر الماضي من الاستعداد المتزايد للبعض لاستخدام العنف في المشهد السياسي، وأن الكثير من هؤلاء مستعدون لممارسة العنف النشط أو التعبير عن تخيلاتهم العنيفة ضد الدولة بشكل أكبر من ذي قبل.
ترفض حركة “مواطني الرايخ” وجود شيء اسمه الدولة الألمانية الحديثة، ويصرّ أعضاء الحركة على أن الامبراطورية الألمانية لا تزال قائمة بحدود 1937 أو حتى بحدود 1871. تقول الحركة إن ألمانيا حاليا لا تزال محتلة من لدن القوى الأجنبية، وأن البرلمان والحكومة وكذلك السلطات الأمنية، ليست سوى دمى متحكم فيها من تلك القوى.