من المنتظر أن يجري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ مكالمة هاتفية مباشرة صباح الجمعة، عند الساعة التاسعة بتوقيت واشنطن، في أول تواصل مباشر بين الزعيمين منذ يونيو الماضي، وسط تقارير عن ترتيبات لعقد قمة محتملة بين الطرفين في أكتوبر المقبل.
ووفق ما نقلته وكالة “بلومبرغ”، تأتي مكالمة ترامب وشي في “لحظة مفصلية” في العلاقة بين أكبر اقتصادين في العالم، مع تركيز خاص على قضيتين محوريتين: مصير تطبيق “تيك توك” في الولايات المتحدة، والهدنة الجمركية التي تم التوصل إليها بين البلدين في وقت سابق من هذا العام.
“تيك توك” على الطاولة
أحد أبرز الملفات المطروحة في مكالمة ترامب وشي هو مستقبل تطبيق “تيك توك” التابع لشركة “بايت دانس” الصينية، والذي يواجه ضغوطا أمريكية مكثفة لنقل ملكيته إلى شركات أمريكية، لأسباب تتعلق بالأمن القومي.
وكانت تقارير قد كشفت عن اتفاق مبدئي يسمح بتحويل عمليات التطبيق في الولايات المتحدة إلى تحالف شركات أمريكية، من بينها “أوراكل”، و”أندريسن هورويتز”، و”سيلفر ليك”، لكن لا تزال تفاصيل الصفقة النهائية بحاجة إلى حسم، ومن المتوقع أن يتطرق إليها الزعيمان خلال محادثتهما.
وفي مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، قال ترامب:”نحن قريبون جدا من التوصل إلى اتفاق، وقد نمدد المهلة الممنوحة للصين، ولكن بشروطنا الحالية، وهي جيدة جدا.”
تهدئة تجارية مؤقتة
تأتي مكالمة ترامب وشي كذلك في ظل هدنة جمركية أعلن عنها الطرفان في وقت سابق، ومددها ترمب مؤخرا 90 يوما إضافيا، تنتهي مطلع نوفمبر المقبل، ما قلل التوترات في الأسواق العالمية وأعطى مساحة للتفاوض على خلافات أوسع نطاقا.
ورغم ذلك، لا تزال هناك نقاط خلافية عالقة، منها الإجراءات الصينية الأخيرة ضد شركة “إنفيديا”، والتي تتعلق بتحقيقات مكافحة الاحتكار بعد استحواذها على شركة “ميلانوكس”، إضافة إلى قيود تصدير المعادن النادرة، التي تعتبر حيوية لقطاع التكنولوجيا الأمريكي.
كما يتوقع أن تتناول المحادثات احتمالية عقد صفقة جديدة بين الصين وشركة “بوينغ” الأمريكية لشراء طائرات مدنية.
قمة محتملة في أكتوبر؟
المكالمة الهاتفية قد تكون تمهيدا للقاء قمة مباشر بين ترامب وشي، هو الأول منذ عودة ترمب إلى البيت الأبيض، وسط مؤشرات على أن أكتوبر قد يشهد عقد هذا اللقاء، إما على هامش قمة دولية أو عبر ترتيب خاص.
وفي حال انعقاد القمة، ستكون بمثابة اختبار لنوايا الطرفين في تجاوز الخلافات القديمة، خاصة في ضوء التوترات الجيوسياسية العالمية، من أوكرانيا إلى بحر الصين الجنوبي.
سياق أوسع وضغوط متبادلة
رغم الانفراجة النسبية في العلاقات التجارية، تواصل إدارة ترمب ممارسة الضغط على بكين، خصوصا فيما يتعلق بعلاقاتها مع موسكو، إذ دعا الرئيس الأمريكي حلفاءه مؤخرا إلى فرض عقوبات إضافية على الصين والهند بسبب شرائهما النفط الروسي، في محاولة لتضييق الخناق على الاقتصاد الروسي وإنهاء حرب أوكرانيا.










