أكد وزير الدفاع الباكستاني خواجة محمد أصف أن برنامج بلاده النووي “سيكون متاحًا” للمملكة العربية السعودية في حال استدعى الأمر، وذلك في إطار اتفاق دفاعي مشترك وقعته الدولتان يوم الأربعاء 17 سبتمبر 2025 في الرياض.
هذه التصريحات، التي أدلى بها أصف في مقابلة حصرية مع شبكة “جيو” الباكستانية مساء الخميس 18 سبتمبر، تمثل الإقرار الأول الصريح بأن إسلام آباد تضع السعودية تحت “مظلة نووية” تحميها من التهديدات الإقليمية، مما أثار جدلاً دوليًا واسعًا حول التوازن النووي في الشرق الأوسط.
تفاصيل التصريحات
في المقابلة، رد أصف على سؤال حول ما إذا كان “الردع النووي” الباكستاني متاحًا للسعودية، قائلاً:”دعوني أوضح نقطة واحدة بشأن القدرة النووية الباكستانية: هذه القدرة أُنشئت منذ زمن طويل عندما أجرينا الاختبارات. منذ ذلك الحين، لدينا قوات مدربة لساحة المعركة. ما لدينا، والقدرات التي نمتلكها، ستكون متاحة لـ(السعودية) وفقًا لهذا الاتفاق.”
وصف أصف الاتفاق بأنه “مظلة دفاعية” تضمن الرد المشترك في حال تعرض إحدى الدولتين لهجوم، دون تحديد الخصوم صراحة، لكنه أشار إلى أن “من يرتكب العدوان سيواجه ردًا موحدًا”.
وأضاف أن الاتفاق دفاعي بحت، ويأتي في سياق التوترات الإقليمية، خاصة بعد الضربات الإسرائيلية الأخيرة في قطر، التي أثارت مخاوف أمنية في الخليج.
العلاقات العسكرية بين السعودية وباكستان:
تاريخ طويل من التعاون العسكري يعود إلى عقود، حيث قدمت السعودية دعمًا ماليًا كبيرًا لبرنامج باكستان النووي خلال فترة العقوبات الأمريكية في التسعينيات، وفقًا لتقارير سابقة من خبراء مثل الجنرال المتقاعد فيروز حسن خان.
كما شاركت باكستان في تدريبات عسكرية مشتركة وإرسال قوات لدعم السعودية في اليمن.
توقيت الاتفاق:
وقع الاتفاق خلال لقاء بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ورئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف في الرياض، بحضور وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان وقائد الجيش الباكستاني عاصم منير. يُعتبر الاتفاق “دفاعيًا متبادلًا”، يُلزم الدولتين بالدفاع عن بعضهما في حالة الهجوم، ويُشبه اتفاقيات الناتو في صيغته.
البرنامج النووي الباكستاني:
أجرت باكستان اختبارات نووية في 1998، وتُقدر ترسانتها النووية بـ170 رأسًا نوويًا، وفقًا لتقديرات الاتحاد العلميين الأمريكيين. التصريح يُعد خطوة غير مسبوقة، إذ كانت الروابط النووية سابقًا غير رسمية وغامضة.










