أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الجمعة 19 سبتمبر 2025، أن ثلاث مقاتلات من طراز “ميغ-31” نفذت رحلة جوية مخططة من إقليم كاريليا شمال غربي روسيا إلى أحد المطارات في منطقة كالينينغراد، مؤكدة أن الرحلة تمت وفق القوانين الدولية ودون أي اختراق لحدود الدول المجاورة.
وقالت الوزارة في بيان رسمي إن الرحلة الجوية جرت “وفقا تاما لقواعد استخدام المجال الجوي الدولي، دون انتهاك حدود أي دولة أخرى، وهو ما تؤكده وسائل المراقبة الموضوعية”، مضيفة أن الطائرات الروسية لم تنحرف عن المسار الجوي المتفق عليه، وأنها حلقت فوق المياه الدولية في بحر البلطيق، وعلى بعد يزيد عن 3 كيلومترات من جزيرة فايندلو الإستونية.
إستونيا تحتج
وكانت وزارة الخارجية الإستونية قد أعلنت في وقت سابق من اليوم أنها استدعت القائم بالأعمال الروسي في العاصمة تالين، وسلمته مذكرة احتجاج رسمية بعد ما وصفته بـ”انتهاك المجال الجوي الإستوني” من قبل طائرات روسية من طراز ميغ-31.
وتدعي تالين أن الطائرات الروسية دخلت المجال الجوي الإستوني دون إذن، الأمر الذي تعتبره انتهاكا للسيادة الوطنية، وطالبت موسكو بتوضيحات فورية ومنع تكرار الحادث.
موسكو تنفي وتتهم
في المقابل، نفت وزارة الدفاع الروسية هذه المزاعم بشكل قاطع، ووصفتها بأنها “ادعاءات لا أساس لها من الصحة”، مؤكدة أن الطائرات الروسية لم تقترب من الأجواء الإستونية، وأن هذه الرحلات روتينية ومنفذة وفق القواعد الدولية الخاصة بالملاحة الجوية.
وأضاف البيان الروسي أن القوات الجوية الروسية تحترم بدقة سيادة الدول الأخرى وتقوم بأنشطتها في المجال الجوي الدولي بعيدا عن مسارات الطيران المدني ودون اقتراب خطير من طائرات الدول الأجنبية.
وتأتي هذه الحادثة في ظل تصاعد التوتر بين موسكو ودول البلطيق، خصوصا مع استمرار الحرب في أوكرانيا وتزايد الأنشطة العسكرية في بحر البلطيق، حيث تعتبر منطقة كالينينغراد الروسية، المحصورة بين بولندا وليتوانيا، نقطة استراتيجية حساسة في التوازن الأمني بين روسيا والناتو.
كما تعتبر إستونيا من أكثر الدول تشددا تجاه موسكو، وهي عضو في حلف شمال الأطلسي، وقد دعت مرارا إلى تعزيز الدفاعات الجوية للناتو في المنطقة لمواجهة ما تسميه بـ”التهديد الروسي المتزايد”.










