كشفت صحيفة “يسرائيل هايوم” العبرية، في تقرير نشرته يوم السبت، أن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر أرسل رسالة مباشرة إلى مكتب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، يشدد فيها على أن أي تقدم نحو تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية سيظل “مؤجلا” حتى يتم القضاء التام على حركة حماس في قطاع غزة.
وأفادت الصحيفة بأن الرسالة جاءت في أعقاب مكالمة هاتفية جرت قبل عدة أسابيع بين ديرمر ومسؤولين سعوديين، عقب فشل جولة محادثات الدوحة بشأن التهدئة ووقف إطلاق النار.
تفاصيل الرسالة والموقف الإسرائيلي
وفقا للتقرير، أكد ديرمر في رسالته أن إسرائيل لن تشرك السلطة الفلسطينية في أي ترتيبات مستقبلية لإدارة قطاع غزة بعد الحرب، كما أنها ترفض الدخول في أي مسار سياسي قد يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة، حتى بعد توقف العمليات العسكرية.
وشدد ديرمر، المعروف بقربه من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، على أن الشرط الأساسي للتقارب مع السعودية هو “هزيمة كاملة ونهائية لحماس”، وضمان عدم عودتها إلى الساحة الفلسطينية.
رد سعودي غاضب
ونقلت “يسرائيل هايوم” عن مصادر دبلوماسية أن الجانب السعودي رد بانتقادات حادة للموقف الإسرائيلي، معتبرا أن حكومة نتنياهو ترضخ لضغوط شركائها في الائتلاف المتطرف، وأن استمرار الاحتلال ورفض الدولة الفلسطينية ينسف أي إمكانية لتطبيع العلاقات.
وأكدت الرياض – بحسب الصحيفة – أن لا تطبيع دون إقامة دولة فلسطينية مستقلة، في موقف ينسجم مع التوجهات السعودية الأخيرة نحو دعم مبادرات دولية للاعتراف بدولة فلسطين، خصوصا بالتعاون مع فرنسا وأطراف أوروبية أخرى.
الخلفية والسياق الدبلوماسي
قبل اندلاع الحرب في غزة في 7 أكتوبر 2023، كانت السعودية على وشك توقيع اتفاق تطبيع تاريخي مع إسرائيل برعاية إدارة الرئيس الأمريكي آنذاك، دونالد ترامب. حيث كانت الأطراف تعمل على إعداد بيانات مشتركة لإعلان الاتفاق.
لكن الحرب على غزة وتداعياتها، إلى جانب الضربات الإسرائيلية الأخيرة داخل الدوحة، غيرت الحسابات الإقليمية بشكل جذري، ودعت الرياض إلى قمة طارئة في 15 سبتمبر 2025 دعمت فيها قطر، وأكدت خلالها تمسكها بالثوابت الفلسطينية.
دور ديرمر وتحركاته الأخيرة
رون ديرمر، الذي شغل سابقا منصب سفير إسرائيل في واشنطن، يعد من أبرز مهندسي مسار التطبيع مع الدول العربية، بما في ذلك السعودية. وتشير الصحيفة إلى أن رسالته جاءت عقب اجتماعات مغلقة عقدها مؤخرا في واشنطن مع مسؤولين أمريكيين، ناقش فيها مستقبل قطاع غزة بعد الحرب، بمشاركة دول عربية مثل السعودية والإمارات ومصر.
تحول سعودي في الرؤية الإقليمية
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي عربي رفيع قوله إن السعودية أصبحت تستثني إسرائيل من رؤيتها لمستقبل المنطقة، مشيرا إلى أن الرياض تخطط لشراكات استراتيجية في المنطقة بالتعاون مع واشنطن ودول أخرى، بعيدا عن حسابات التطبيع مع إسرائيل في الوقت الحالي.
ويرى محللون أن الموقف الإسرائيلي يعكس قلقا من فقدان نافذة التطبيع، خاصة مع تزايد الضغوط الإقليمية والدولية لوقف الحرب في غزة، وتزايد الأصوات المنادية باعتراف عالمي بالدولة الفلسطينية.










