حملة اعتقالات في المغرب ضد نشطاء حراك جيل زد تتصدر المشهد، بعدما وثّقت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان والأوساط الإعلامية اعتقال العشرات إلى أكثر من مئة في الرباط وحدها، خلال تظاهرات نهاية الأسبوع التي رفعت شعارات “الصحة قبل الكرة” و“لا نريد كأس العالم، نريد نظامًا صحيًا يعمل”.
وانطلقت التظاهرات في 27 و28 سبتمبر 2025 عبر مدن عدة، بقيادة شبابية لامركزية تحت مسمى “جيل زد 212”، مستندة إلى حشد رقمي عبر ديسكورد ومنصات التواصل، ومطالبة بإصلاحات عاجلة في الصحة والتعليم والعمل ومحاربة الفساد، بحسب تغطيات وتوثيق حقوقي.
اعتقالات جيل زد في المغربأفادت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بتوقيف أكثر من 100 شخص في الرباط، إلى جانب عشرات عبر مدن أخرى، قبل إطلاق سراح عدد منهم لاحقًا، في مشهد اعتبرته قوى معارضة وحقوقية مؤشرًا على تشدد أمني مقارنة بتحركات سابقة.
ورصدت وسائل إعلام دولية وإقليمية تفريق تجمعات ومنع وقفات وتدخلات عنيفة في بعض المواقع، بالتزامن مع توسع رقعة الاحتجاجات وانتشارها بين المراهقين وبواكير العشرينات.
احتجاجات الشباب المغربي 2025
وُصفت التظاهرات بأنها من الأكبر خلال سنوات، من حيث الانتشار الجغرافي والحضور الشبابي المطالب بمدارس تعمل ومستشفيات تؤدي واجبها، مع لافتات ولافتات إلكترونية ركزت على أولوية العيش الكريم .
وأعاد المحتجون التذكير بوقائع مؤلمة في القطاع الصحي واستمرار ضعف الخدمات، ما غذّى الغضب الاجتماعي وتأكيد مركزية الحق في الصحة والتعليم كمدخل للعدالة الاجتماعية .
مطالب جيل زد 212
ورفع حراك جيل زد 212 العديد من المطالب أبرزها تحسين منظومة الرعاية الصحية العامة وتدارك النواقص البنيوية،وإصلاحات تعليمية فعالة تضمن الجودة وتكافؤ الفرص.
خلق فرص عمل للشباب وخفض البطالة الحضرية المرتفعة،ومحاربة الفساد وضبط الإنفاق، مع مراجعة أولويات الاستثمار العام.
رد الحكومة المغربية على الاحتجاجات
وذكرت تقارير أن مسؤولين نفوا تغليب الإنفاق الرياضي على الخدمات الأساسية، مؤكدين أن مشاكل الصحة متوارثة، فيما طالبت المعارضة بفتح حوار سريع مع الشباب لاحتواء التوتر واستعادة الثقة.
وتُظهر الدعوات الحقوقية والسياسية أن المسار التهدئوي والحلول العملية قد يشكلان اختبارًا لنوايا الإصلاح قبيل استحقاقات انتخابية ورياضية كبرى.
أرقام الاعتقالات في الرباط وباقي المدن
سجلت الرباط وحدها أكثر من 100 توقيف وفق الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، مع تسجيل “عشرات” عبر مدن أخرى، كما وثقت منصات إعلامية محلية ودولية، قبل الإفراج عن عدد معتبر لاحقًا .
وتراوحت التقديرات الإعلامية بين “العشرات” و“العشرات على مدار يومين”، بما يعكس اتساع نطاق التدخلات الأمنية في حدث شبابي يعتبره محللون “لحظة فارقة” في التعبئة الرقمية-الميدانية.
وتضع احتجاجات 2025 مطالب جيل زد في قلب نقاش قديم متجدد حول أولوية الإنفاق العام، وسط بطالة شبابية تتجاوز 36% وارتفاعها حضريًا، وملايين خارج العمل والتعليم والتدريب، وفق أرقام وتقارير منشورة.
وتؤشر الشعارات على انتقال الغضب من الفضاء الرقمي إلى الشارع، مع تمسك المنظمين بالسلمية ونفي الارتباط الحزبي، والتركيز على مطالب اجتماعية محددة.ماذا بعد؟أعلن منظمو “جيل زد 212” نيتهم مواصلة التحركات السلمية مع تحديث نقاط التجمع، بينما تتزايد الدعوات لبدء حوار مباشر وإجراءات ملموسة في الصحة والتعليم والشغل لخفض منسوب الاحتقان.
ويرجح مراقبون أن طريقة التعاطي الرسمي خلال الأيام المقبلة ستحدد مسار الثقة السياسية، في ظل اقتراب مواعيد رياضية وانتخابية حساسة، ما يستدعي مقاربة تشاركية لتجنب التصعيد.










