تشير معطيات حقوقية وميدانية إلى أن فصائل موالية لأنقرة تستعد لتنفيذ عمليات عسكرية محدودة ضد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) في محيط دير حافر وسد تشرين شرق حلب، بتنسيق مباشر مع قيادات رفيعة في دمشق، وبإيعاز تركي، بهدف خلق ضغط ميداني لتحريك مسار التفاوض بين “الإدارة الذاتية” والحكومة السورية، بحسب تقرير نشره المرصد السوري لحقوق الإنسان .
تحضيرات خلف الكواليس: أوامر تركية وتكليف من دمشق
كشفت مصادر مطلعة أن اجتماعا عقد مؤخرا في مدينة حلب ضم ممثلين عن الفصائل الموالية لتركيا وقيادات أمنية سورية، حيث نقلت خلاله “أوامر تركية” للبدء بعملية سريعة ومحدودة زمنا (أسبوع كحد أقصى) في دير حافر ومحور سد تشرين.
الهدف المعلن من العملية ليس توسيع رقعة السيطرة، بل إحداث ضغط تفاوضي على “قسد” لدفعها إلى التوقيع على اتفاق مع دمشق بخصوص إدارة السد وانتشار القوات.
سد تشرين ودير حافر: عقدة التفاوض المشتعلة
بحسب صحيفة “الشرق الأوسط”، لا تزال مفاوضات إدارة سد تشرين بين دمشق و”قسد” متعثرة، إذ تعتبره الأخيرة موقعا استراتيجيا حيويا للطاقة والربط الجغرافي في مناطق شمال وشرق سوريا.
وقد شهدت الأيام الماضية قصفا متبادلا ومحاولات تسلل وكمائن قرب السد، إلى جانب تحليق مسيرات تركية وقصف مدفعي طال مواقع لـ”قسد”.
توتر ميداني دون تغيير جوهري
أفادت مصادر ميدانية بإغلاق معبر دير حافر ووجود تحركات أرتال عسكرية وتعزيزات، في ظل اشتباكات متفرقة خصوصا على محور السعيدين، فيما تم رصد عمليات استعادة نقاط قرب السد دون تغيير جذري في خرائط السيطرة حتى الآن.
خيارات التصعيد وحدود التحرك
يرى محللون أن العملية المحتملة ستكون محدودة جغرافيا وزمنيا، وقد تكون جزءا من “تكتيك الضغط” قبل العودة إلى طاولة التفاوض.
وقال بدران جيا كرد، أحد قياديي الإدارة الذاتية، إن المفاوضات لا تزال جارية دون اتفاق نهائي، وسط عروض وساطة تدعو لصيغ اندماج تحت سقف اللامركزية.
أما الباحث السياسي فراس بورزان، فأشار إلى أن تدخلا عسكريا تركيا مباشرا لا يستبعد، لكنه مرهون بفشل المسار التفاوضي.
نفي الأنباء عن تغيير خرائط السيطرة
رغم التوتر، أكدت التقارير أن الوضع الميداني لم يشهد تغييرات ميدانية كبيرة حتى الآن، وأن التحركات العسكرية توصف بأنها استعدادات واحترازات أكثر منها بداية لمعركة واسعة.
تداعيات إنسانية واستراتيجية
أثارت التوترات السابقة مخاوف إنسانية متزايدة، بعد تقارير عن سقوط ضحايا مدنيين في ريف دير حافر، ما يعزز أهمية ضبط قواعد الاشتباك، خصوصا قرب منشآت استراتيجية مثل سد تشرين، الذي يعد حيويا لأمن الطاقة والمياه في شمال سوريا.
خلاصة: عملية محدودة لإعادة التفاوض؟
إذا بدأت العمليات كما روج لها، فالمتوقع أن تكون بمثابة رسالة ضغط قصيرة الأمد تهدف إلى إعادة تفعيل مسارات التفاوض، مع احتفاظ دمشق وأنقرة بأوراق الضغط الميداني.
وتبقى دير حافر وسد تشرين أبرز النقاط الحساسة في هذا الصراع، حيث تتقاطع فيها المصالح السياسية والعسكرية والاقتصادية لجميع الأطراف.










