أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الأربعاء، عن تعليق عملياتها مؤقتا في مدينة غزة بسبب تصاعد الهجمات العسكرية الإسرائيلية، واضطرت إلى نقل موظفيها إلى جنوب القطاع حفاظا على سلامتهم، في وقت يعيش فيه مئات الآلاف من المدنيين ظروفا إنسانية وصفتها اللجنة بـ”المروعة”.
وقالت اللجنة، في بيان رسمي، إن “تصعيد العمليات العسكرية في مدينة غزة أجبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر على تعليق عملها مؤقتا في مقرها هناك، ونقل موظفيها إلى مكاتبها في جنوب القطاع، لضمان سلامتهم واستمرارية عملهم”.
كارثة إنسانية مستمرة
ويأتي هذا القرار في ظل استمرار الجيش الإسرائيلي بقصف وتفجير المباني السكنية في مدينة غزة للأسبوع الثالث عشر على التوالي، بهدف إجبار السكان على النزوح جنوبا، ما تسبب في نزوح قسري واسع النطاق، وسط شح حاد في الغذاء والماء والدواء.
وأضافت اللجنة أن الوضع الحالي “يجبر المدنيين على تحمل ظروف قاسية، حيث يقتلون ويجبرون على النزوح، بينما قدرة فرق الاستجابة الأولية على الوصول إليهم باتت شبه معدومة”.
وأشادت بجهود جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني والدفاع المدني، لكنها أكدت أن “قدرتهم على الحركة والوصول الآمن إلى السكان المدنيين مقيدة بشدة، بفعل الوضع الأمني المتدهور”.
استمرار الدعم عبر الجنوب
رغم تعليق العمليات في مدينة غزة، أوضحت اللجنة أنها ستواصل تقديم الدعم من مكاتبها في دير البلح ورفح، حيث لا تزال تعمل بكامل طاقتها. وأكدت أنها ستواصل إرسال شحنات طبية إلى المرافق الصحية القليلة المتبقية في المدينة، كما سيبقى مستشفى الصليب الأحمر الميداني في رفح شريان حياة للجرحى الذين يتدفقون بشكل مستمر.
وشددت اللجنة على أنها “موجودة في مدينة غزة منذ عقود”، وقدمت في الأسبوعين الماضيين إمدادات طبية منقذة للحياة للمستشفيات والمراكز الصحية، و45 ألف رغيف خبز يوميا للنازحين، وخدمات نقل مياه وصيانة بنى تحتية أساسية للمياه والصرف الصحي.
دعوة لوقف العدوان وضمان وصول المساعدات
وفي لهجة واضحة، طالبت اللجنة الدولية بوقف الأعمال العدائية فورا، مؤكدة أن “إنقاذ الأرواح لا يزال ممكنا، لكن الوقت ينفد”.
وأضافت أن “إسرائيل، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، ملزمة قانونيا بضمان تلبية الاحتياجات الأساسية للمدنيين، ويجب أن تسمح بإدخال المساعدات الإنسانية بسرعة ودون عوائق”.
وأكدت على وجوب احترام وحماية الطواقم والمرافق والمركبات الطبية، والسماح بعمل فرق الإغاثة دون تهديد أو استهداف.
مجاعة خانقة وسط استمرار الحصار
ويشار إلى أن إسرائيل تغلق منذ 2 مارس جميع المعابر المؤدية إلى غزة، مانعة دخول الغذاء والدواء والوقود، ما أدى إلى كارثة مجاعة خانقة، أزهقت أرواح 455 فلسطينيا بينهم 151 طفلا، بحسب تقارير محلية ودولية.
ورغم تكدس مئات الشاحنات على الحدود، فإن سلطات الاحتلال لا تسمح سوى بدخول كميات قليلة، فيما تتعرض العديد من القوافل لعمليات سطو من عصابات مسلحة، تقول حكومة غزة إن إسرائيل تغض الطرف عنها أو تحميها.
إبادة جماعية مستمرة
ومنذ بدء الحرب في 7 أكتوبر 2023، تواصل إسرائيل عملياتها العسكرية، التي وصفتها تقارير أممية ودولية بأنها إبادة جماعية ممنهجة، خلفت حتى الآن أكثر من 66,000 شهيد و168,000 جريح، معظمهم من الأطفال والنساء.










