أعلنت كنيسة إنجلترا تعيين سارة مولالي، البالغة من العمر 63 عاما، رئيسة لأساقفة كانتربري، لتصبح بذلك أول امرأة تقود الكنيسة الأنجليكانية في تاريخها الممتد قرونا. وتشغل مولالي حاليا منصب أسقف لندن، وهو ثاني أعلى منصب كنسي بعد كانتربري.
يأتي هذا القرار بعد نحو عام من استقالة جاستن ويلبي من موقعه كزعيم روحي للكنيسة، في أعقاب انتقادات حادة لطريقة تعامله مع فضيحة اعتداء جنسي هزت المؤسسة الكنسية. وقد تولى ستيفن كوتريل، رئيس أساقفة يورك، المنصب بصفة مؤقتة خلال الفترة الانتقالية.
وفي أول تعليق لها، قالت مولالي إنها تشعر بـ”مسؤولية جسيمة”، لكنها أضافت أنها تستمد “السلام والثقة من الله” في تحمل هذه المهمة التاريخية.
من جانبه، رحب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بالتعيين، قائلا:
“أرحب بتعيين القس الموقر والفاضل سارة مولالي رئيسا جديدا لأساقفة كانتربري. إن كنيسة إنجلترا وكنائسها وكاتدرائياتها ومدارسها وجمعياتها الخيرية جزء لا يتجزأ من نسيج مجتمعاتنا، وسيكون لرئيس الأساقفة دور رئيسي في حياتنا الوطنية. أتمنى لها كل النجاح وأتطلع إلى العمل معها.”
آلية التعيين
تتم عملية اختيار رئيس أساقفة كانتربري عبر لجنة التعيينات الملكية، وهي هيئة يرأسها مدير عام سابق لجهاز الاستخبارات البريطانية MI5. وتعمل اللجنة على ترشيح اسمين بأغلبية الثلثين، ليرفع أحدهما إلى رئيس الوزراء الذي يقدمه بدوره إلى الملك للتصديق. وتشترط القوانين أن يكون عمر المرشح 30 عاما على الأقل، وألا يتجاوز عادة 70 عاما.
سياق تاريخي
يذكر أن النساء حصلن على حق التعيين كأساقفة في كنيسة إنجلترا عام 2014، بينما يمثل وصول مولالي إلى منصب رئيس أساقفة كانتربري قفزة غير مسبوقة نحو المساواة بين الجنسين داخل المؤسسة الدينية.
وبهذا التعيين، تدخل كنيسة إنجلترا مرحلة جديدة، حيث ستقودها امرأة لأول مرة منذ تأسيسها في القرن السادس عشر، في خطوة وصفت بأنها “تاريخية” و”تحول جوهري” في مسار الكنيسة وعلاقتها بالمجتمع البريطاني.










