شهدت منطقة سقارة الأثرية حالة من الاستنفار والجدل، بعد انتشار أنباء عن اختفاء لوحة أثرية نادرة من الحجر الجيري تعود للعصر الفرعوني القديم، تحديدًا من مقبرة خنتي كا، إحدى المقابر المستخدمة كمخزن بجبانة تتي وسط جبانة سقارة الأثرية
. وتأتي الواقعة بعد أقل من شهر على قضية سرقة الأسورة الذهبية من المتحف المصري بالتحرير، مما أثار مخاوف المراقبين بشأن تكرار انفلات رقابة وحماية التراث الوطني المصري.تفاصيل اللوحة الأثرية وأهميتها التاريخيةبحسب المصادر، اللوحة المسروقة منقوش عليها ثلاثة فصول توثق مشاهد الحياة اليومية في مصر القديمة، وتُقدر أبعادها بـ 40 × 60 سنتيمترًا؛ وهي قطعة أثرية فريدة من نوعها تعود لعصر الدولة القديمة، وتُشبه في أسلوبها لوحات ميريروكا المعروفة عالميًا
. وقد اعتبرت من بين أهم الآثار المصرية المودعة في مخازن سقارة، كونها تعكس التصوير الفني والاجتماعي في تلك المرحلة التاريخية.الانتقال من الاشتباه إلى التحقيق: أين بدأت القصة؟تعود أحداث القضية إلى أكثر من شهرين ماضيين، وفق تصريحات مصادر المجلس الأعلى للآثار، لكن الرواية لم تظهر للإعلام إلا قبل أيام قليلة، بعدما كشفت تقارير محلية عن بدء عمليات جرد للمخازن للتحقق من مصير اللوحة
وبالرغم من عدم صدور بيان رسمي يؤكد اختفاء اللوحة حتى الآن، إلا أن حالة الذعر داخل الوسط الأثري تصاعدت، وسط مطالبات شعبية وإعلامية بتشديد إجراءات تأمين المواقع والمخازن التابعة للوزارة للحد من تكرار الجرائم المنظمة.أوجُه التقصير ومخاوف المؤسسات الأثريةكشفت الظروف المحيطة بالقضية عن ثغرات خطيرة في منظومة حماية الآثار في مصر؛ إذ أشار خبراء إلى ضعف إجراءات الجرد الدوري، والتراخي في مراقبة المخازن، بالإضافة إلى قصور كاميرات المراقبة والاعتماد المفرط على موظفي الأمن العاديين، لا المتخصصين
ويخشى كثيرون من وجود شبهة تواطؤ أو إهمال، خاصة بعد تكرار حوادث اختفاء قطع أثرية وبروز ظاهرة التزوير والاستبدال، حيث يتم تهريب آثار أصلية واستبدالها بنسخ مقلدة لإخفاء الجريمة لأشهر وأحيانًا سنوات��. كما تم ربط الواقعة بقضية سرقة الأسورة الذهبية التي شهدها المتحف المصري الشهر الماضي، والتي تم كشفها مؤخرا بعد بيع الأسورة وصهرها في ورشة ذهب داخل أحد الأحياء الشعبية
.موقف وزارة الآثار وردود الفعلحتى الآن، تلتزم وزارة الآثار الصمت، مكتفية أخبارها بالتصريح بأن أعمال الجرد مستمرة ولا يمكن الجزم باختفاء اللوحة قبل انتهاء الجرد الكامل
من جانب آخر، تتابع النيابة العامة تحقيقاتها وسط مطالبات محلية ودولية بتدخل عاجل من الحكومة المصرية لضمان حماية المخزون الأثري. ناشد أعضاء المجلس الأعلى للآثار السلطات سرعة استكمال الجرد وتفعيل نظم تتبع وإعادة هيكلة إدارة المخازن، فضلًا عن مراجعة وضع الكاميرات والرقابة الإلكترونية بمخازن سقارة وغيرها من المناطق الحيوية
.الأثر الإعلامي والغضب الجماهيريقوبلت أنباء فقدان اللوحة الأثرية بغضب شديد من الوسط الثقافي والإعلامي المصري؛ إذ تعتبر سقارة عنوانًا للتراث المصري ومختبرًا للذاكرة الفرعونية، وتثير مثل هذه الحوادث قلقًا متزايدًا بشأن مستقبل الآثار في ظل تصاعد وتيرة الجرائم واستهداف الكنوز المصرية من قبل شبكات التهريب
. وتصدرت منصات التواصل الاجتماعي مناشدات لوزير الآثار والحكومة للتحقيق الفوري وكشف نتائج الجرد للرأي العام، إضافة إلى مطالبات باتباع النموذج الأوروبي في الحماية التقنية والتدريب المستمر للموظفين.سيناريوهات المرحلة المقبلةتشير التوقعات إلى أن عملية الجرد الحالية ستحسم جدل اختفاء لوحة خنتي كا خلال أيام، وفي حال تأكيد الواقعة، سيواجه مسؤولو الجبانات والمخازن مساءلات قانونية صارمة، مع توسيع نطاق التحقيقات لتشمل جميع العاملين في القطاع خلال الأشهر الماضية
. كما يتوقع أن يشهد قطاع الآثار عملية إعادة تقييم شاملة لسياسات التأمين، وأن تتحرك الوزارة لتعزيز التعاون مع الجهات الدولية للحد من تهريب وبيع القطع المصرية بالخارج.تقرير شامل من 700 كلمة يكشف تفاصيل حادثة سرقة اللوحة الأثرية من مقبرة خنتي كا بسقارة، مع عناوين صحفية غير منشورة تبرز الدراما والتحقيق والمطالبات الشعبية باتخاذ إجراءات عاجلة لحماية تراث مصر من التلاعب والإهمال










