اشتباكات على أطراف الشيخ مقصود والأشرفية بحلب عقب إغلاق المداخل وتعزيزات أمنية
اندلعت مساء الاثنين اشتباكات على أطراف حيي الشيخ مقصود والأشرفية في مدينة حلب، بعد ساعات من إقدام قوى الأمن الداخلي السورية على إغلاق جميع الطرق المؤدية إلى الحيين ذوي الغالبية الكردية ونصب حواجز مؤقتة، بالتزامن مع وصول تعزيزات أمنية إلى محيط المنطقة، ما فاقم التوتر القائم بين القوات الحكومية و”قوات سوريا الديمقراطية” المتمركزة عبر ذراعها الأمني “الأسايش” داخل الحيين.
ما الذي جرى ميدانياً؟
أفادت تقارير ميدانية بأن قوى الأمن الداخلي السورية أغلقت مداخل ومخارج الأشرفية والشيخ مقصود أمام حركة السيارات، مع السماح بخروج السكان دون السماح بالدخول، ما تسبب بازدحام وتعطل شبه تام للحركة، ترافق مع احتجاجات محدودة داخل الشيخ مقصود رفضاً للإغلاق، بينما رُصد انتشار حواجز طيّارة على مداخل الحيين كإجراء وُصف بأنه “إنذار لتصعيد أمني” بين الجانبين.
تردد دوي انفجار في حي الأشرفية صباح اليوم ذاته، ورجّحت وسائل إعلام رسمية أن سببه تفجير نفق قديم من مخلفات الحرب قرب حاجز مشترك، وهو ما أكدته لاحقاً تغطية دولية أشارت إلى أن الانفجار لم يكن نتيجة قصف مباشر بل تفجير مسيطر عليه في محيط الحي.
سقوط ضحايا وروايات متباينة
ذكرت منصة محلية ناقلة عن وكالة الأنباء الرسمية السورية أن مصدراً أمنياً في حلب أعلن “استشهاد عنصر وإصابة ثلاثة من قوى الأمن الداخلي” جراء استهداف حواجز في محيط الشيخ مقصود بنيران تُنسب إلى “قسد”، بينما تحدثت منصات أخرى عن قصف هاون ورشاشات ثقيلة على أطراف الحيين، في حين تعذر الحصول على تأكيد مستقل فوري من مصادر محايدة حول تفاصيل الاشتباكات وحصيلة الضحايا.
في المقابل، تشير تغطيات إعلامية إلى اتهامات متبادلة بين الطرفين على محاور أخرى في ريف حلب الشرقي خلال الأسابيع الماضية، بما في ذلك تبادل قصف وعمليات قنص في محيط دير حافر، ما يعكس سياقاً أوسع من التوترات التي قد تمتد تداعياتها إلى أحياء المدينة المختلطة الحساسة أمنياً.
خلفية التوترات والاتفاقات
تسيطر “قسد” عبر “الأسايش” على إدارة الشأن الأمني داخل حيي الشيخ مقصود والأشرفية ضمن تفاهمات محلية، بينما تتمركز القوات الحكومية بنقاط ثابتة على الأطراف، مع وجود اتفاق سابق يقضي بمنع دخول قوات عسكرية للمنطقتين، وهو ما أعادت مصادر مطلعة التذكير به في سياق إغلاق المداخل باعتباره إجراءً تحذيرياً وسط غموض حول الأسباب المباشرة.
تعود جذور التصعيد الراهن إلى سلسلة حوادث أبرزها مقتل عنصر من قوات الشرع وإصابة آخرين في 22 أيلول/سبتمبر الماضي بعد اشتباك وقع خلال تبديل عناصر قرب نقاط التماس، تلاه تراشق بيانات واتّهامات بخرق التفاهمات، قبل أن تُسجّل مناوشات متفرقة شرقي حلب وتبادل قصف خلّف ضحايا مدنيين وفق روايات متعارضة للطرفين.
احتجاجات مدنية ومخاطر إنسانية
خرجت وقفات احتجاجية في الشيخ مقصود رفضاً لإغلاق الطرق، ورددت هتافات تدعو لوحدة السوريين، بينما أدت القيود المرورية إلى تكدس المركبات وتعطّل الخدمات الأساسية لساعات، وسط مخاوف من تفاقم معاناة السكان إذا طال أمد الإجراءات أو تجددت الاشتباكات في مناطق سكنية كثيفة.
وتشير تقارير محلية إلى أن أي توتر أمني في الحيين يهدد بقطع شرايين حركة الإمداد والعبور بين قطاعات المدينة، الأمر الذي ينعكس مباشرة على الأسواق والكوادر الطبية وحركة نقل الطلبة، بما يجعل أي تصعيد محدود الأثر عميقاً على الحياة اليومية للسكان.
مواقف وتصريحات
قال مصدر أمني نقلت عنه وسائل رسمية إن استهداف الحواجز دفع القوى الأمنية للرد على مصادر النيران، مؤكداً سقوط قتيل وثلاثة جرحى في صفوف قوى الأمن الداخلي، في حين لم تصدر تصريحات مفصلة فورية من قيادة “قسد” حول أحداث الحيين، رغم اتهامات سابقة متبادلة مع الحكومة السورية على محاور ريفية شرقي حلب ودير الزور.
ووصفت مصادر مطلعة خطوة الإغلاق بأنها “إنذار لتصعيد أمني” بين الطرفين، في ظل وصول تعزيزات أمنية إلى محيط المنطقة، بينما يذكّر هذا التطور بسوابق توتر انتهت إلى مفاوضات موضعية وتفاهمات هدفت لمنع الانزلاق إلى مواجهة أوسع داخل النسيج الحضري لحلب.
تحقق من الانفجار الصباحي
أوضحت تغطية دولية أن الانفجار الذي دوّى في الأشرفية صباحاً ناجم عن تفجير نفق قديم قرب حاجز مشترك، بعدما التبس الأمر بدايةً على بعض المنصات التي تحدثت عن وقوعه في الشيخ مقصود، ما يؤكد الحاجة للتثبت من المعلومات المتداولة في بيئة إعلامية شديدة الاستقطاب.
سيناريوهات قادمة
ترجّح قراءات محلية أن ينتهي التصعيد الحالي إلى ترتيبات أمنية مؤقتة تعيد فتح المداخل تحت آلية تنسيق ميداني، مع إبقاء نقاط تمركز متقابلة على أطراف الحيين ومنع أي تغيير ديموغرافي أو أمني داخل مناطق الأغلبية الكردية، أسوةً بتفاهمات سابقة قلصت فرص الاحتكاك المباشر.
غير أن استمرار الاشتباكات المتقطعة على محاور شرقي حلب، وتبادل الاتهامات بخروق أمنية، يظل عاملاً مقلقاً قد يعيد إنتاج التوتر داخل المدينة ما لم تتبلور ضمانات تنفيذية للتفاهمات المحلية، بما في ذلك آليات تحقيق محايدة وتواصل مباشر لفض النزاعات عند خطوط التماس.










